اعتراف فرنسا المُرتقب بفلسطين.. كل ما تريد معرفته

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيعترف بدولة فلسطينية، مما أثار غضب إسرائيل، لكنه فتح باب خطوات مماثلة من دول غربية.
وفيما يلي بعض التفاصيل عن إعلان ماكرون، الذي جاء مدفوعا بزيادة الغضب العالمي بشأن المجاعة والدمار في غزة الناجمين عن الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة "حماس" في القطاع، وعن سعي دول أخرى للاعتراف بدولة فلسطينية.
ماذا قال ماكرون؟
نشر ماكرون رسالة بعث بها إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكد فيها عزم فرنسا على المضي قدما نحو الاعتراف بدولة فلسطينية والعمل على إقناع شركاء آخرين بأن يحذو حذوها.
وقال إنه سيعلن ذلك رسميا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وباتت فرنسا أول دولة غربية كبرى تغير موقفها الدبلوماسي من قيام دولة فلسطينية بعد اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسميا بها العام الماضي.
ما أهمية القرار؟
قرار الاعتراف بدولة فلسطينية هو رمزي في الغالب، لأن إسرائيل تحتل الأراضي التي يسعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولتهم المستقلة عليها، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
لكنّ هذه الخطوة من جانب فرنسا، التي تضم أكبر جاليتين لليهود والمسلمين في أوروبا، يمكن أن تعطي دفعة أكبر لحركة تقودها حتى الآن دول أصغر وأكثر انتقادا لإسرائيل بوجه عام.
ويزيد هذا القرار أيضا من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية بسبب الحرب التي تخوضها في غزة وأدت إلى موجة جوع قال رئيس منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع إنها ترقى إلى مستوى جوع جماعي من صنع الإنسان.
لماذا أقدم ماكرون على هذه الخطوة؟
يميل ماكرون منذ أشهر نحو الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مساع للحفاظ على فكرة حل الدولتين رغم الضغوط التي يتعرض لها لثنيه عن ذلك.
قرر ماكرون اتخاذ هذه الخطوة قبل مؤتمر للأمم المتحدة تشارك فرنسا والسعودية في استضافته الأسبوع المقبل لتناول هذه القضية في محاولة للتأثير على دول أخرى تفكر في اتخاذ هذه الخطوة، أو الدول التي لا تزال مترددة.
ما تأثير ذلك على العلاقات الفرنسية الإسرائيلية؟
أمضى مسؤولون إسرائيليون شهورا قبل إعلان ماكرون، في الضغط لمنع ما وصفه البعض بأنه "قنبلة نووية" للعلاقات الثنائية.
وذكرت مصادر مطلعة، أن تحذيرات إسرائيل لفرنسا تراوحت بين تقليص تبادل معلومات المخابرات وتعقيد مبادرات باريس الإقليمية بل وحتى التلميح إلى احتمال ضم أجزاء من الضفة الغربية.
ما الدول التالية التي قد تتخذ هذه الخطوة؟
يمكن أن يضع قرار فرنسا ضغوطا على دول كبرى، مثل بريطانيا وألمانيا وأستراليا وكندا واليابان، لاتخاذ مثل هذه الخطوة على المدى الطويل.
وعلى المدى القريب، قد تكون مالطا وبلجيكا الدولتين التاليتين من الاتحاد الأوروبي اللتين ستعترفان بدولة فلسطينية.
وقال وزير بريطاني، اليوم الجمعة، إن لندن تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف لكن الأولوية الآن يجب أن تكون تخفيف المعاناة في قطاع غزة وتوصل إسرائيل وحماس إلى وقف إطلاق النار.
وذكرت ألمانيا، اليوم الجمعة، أنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب، وأكدت أنها تعطي الأولوية لإحراز "تقدم طال انتظاره" نحو حل الدولتين تعيش بموجبه إسرائيل ودولة فلسطينية في سلام.
ما الدول الأخرى التي اعترفت بدولة فلسطينية؟
اعترفت أيرلندا والنرويج وإسبانيا العام الماضي بدولة فلسطينية يتم ترسيم حدودها على ما كانت عليه قبل حرب عام 1967، عندما سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
ومع ذلك، أقرت الدول الثلاث أيضا بأن تلك الحدود قد تتغير في أي محادثات للتوصل إلى تسوية نهائية، مؤكدين أن قراراتهم لا تنتقص من إيمانهم بحق إسرائيل الأساسي في الوجود بسلام وأمان.
وتعترف نحو 144 دولة من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 193 دولة، بفلسطين كدولة بما في ذلك معظم دول جنوب العالم وروسيا والصين والهند.
لكن عددا قليلا فقط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، هي التي تعترف بدولة فلسطينية، ومعظمها من الدول الشيوعية السابقة إضافة إلى السويد وقبرص.
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 على الاعتراف الفعلي بفلسطين دولة ذات سيادة من خلال رفع وضعها في المنظمة الدولية كمراقب إلى "دولة غير عضو" بعد أن كانت "كيانا".
كيف كان رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل؟
ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار فرنسا، أحد أقرب حلفاء إسرائيل والعضو في مجموعة السبع، قائلا إن هذه الخطوة "تكافئ الإرهاب وتنذر بخلق وكيل إيراني آخر".
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذه الخطوة بأنها "عار واستسلام للإرهاب"، مضيفا أن إسرائيل لن تسمح بإقامة "كيان فلسطيني من شأنه أن يضر بأمننا ويهدد وجودنا".
وقال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة "ترفض بشدة خطة (ماكرون) للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وكتب في منشور على "إكس": "هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس ويعوق السلام.. إنه صفعة على وجه ضحايا السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل في 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.