COP30.. تحالف دولي يطالب بخريطة طريق لإنهاء عصر الوقود الأحفوري
في مشهد يعكس تحولا عالميا متسارعا في مواجهة أزمة المناخ، احتشد وزراء ومسؤولون ونشطاء من مختلف القارات داخل أروقة مؤتمر الأطراف الثلاثين لإطلاق مطالبة جماعية بوضع خارطة طريق واضحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري خلال السنوات المقبلة.
يرى المشاركون أن اللحظة الحالية تمثل منعطفًا تاريخيًا، إذ لم يعد الاكتفاء بالالتزامات اللفظية كافيا، بل بات مطلوبا اتفاق شامل يضمن انتقالا عادلا ومنظما ومنصفا للطاقة النظيفة، يحمي الشعوب ويصون حقوقها ويعزز فرص التنمية المستدامة.
اجتمع عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الثلاثاء في واحدة من أكثر الفعاليات ازدحامًا خلال مؤتمر الأطراف، حيث تكدسوا خلف المنصة تعبيرا عن دعمهم لدعوة "موتيراو" الرامية إلى وضع خارطة طريق واضحة للحد من استخدام الوقود الأحفوري والتخلص التدريجي منه.
وخلال مؤتمر صحفي خصص للتضامن الدولي من أجل انتقال عادل ومنظم، شدد المشاركون على أن العالم لم يعد يحتمل مزيدًا من التردد، وأن الوقت قد حان لخطوات ملموسة تقود نحو بدائل نظيفة.
وقالت تينا ستيج، ممثلة جزر مارشال، وهي تقف محاطة بالعشرات خلفها: "نجتمع اليوم مع هذا العدد الكبير من أصحاب المصلحة الذين يعبّرون جميعًا عن دعمهم الصريح للدعوة إلى خارطة طريق واضحة".
وأضافت: "أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق فعّال في مؤتمر الأطراف هذا تكمن في اعتماد حزمة موتيراو. الإشارة الحالية في النص ضعيفة ومطروحة كخيار، لكن يجب تعزيزها واعتمادها دون تردد. ولهذا نرى كل هذه الدول متضامنة اليوم".
وضمّت المجموعة ممثلين من سيراليون وكينيا ودول أخرى نامية ومتقدمة. وقال الممثل الألماني إن "أوروبا بأكملها تقريبًا تقف خلف هذا القرار وتدعمه بقوة"، في إشارة إلى توافق شبه كامل داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الحاجة الملحة لخطوة جماعية، وفقا لما نقلته "الغارديان".
وفي خطاب مؤثر وسط تصفيق حار، قالت الناشطة الشابة مارسيل أوليفيرا: "علينا أن نفعل ذلك الآن. هذه أهم تعبئة من أجل العدالة المناخية لجيلنا، ومن واجبنا أن نحول هذا الزخم إلى خطوات حقيقية". وأكدت أن الشباب حول العالم ينتظرون من القادة "أفعالًا لا أقوالًا".
وكان وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند من بين أبرز الداعمين الذين صعدوا إلى المنصة، حيث أعلن تأييده القوي لاعتماد خارطة الطريق.
وقال: "هذه قضية لا يجب ولا يمكن تجاهلها. نقول بوضوح إنها يجب أن تكون في قلب مخرجات مؤتمر الأطراف، لأنها تتعلق بمستقبل الكوكب وأجياله القادمة".
انضمت أكثر من 80 دولة من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ إلى الدعوة لوضع خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، في خطوة دراماتيكية لتعزيز جهود المناخ أثناء COP30.
هذا العام، رفضت الرئاسة البرازيلية إدراج "التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري" ضمن جدول الأعمال الرسمي، واستُبعد من "مشاورات الرئاسة" حول القضايا الأكثر تعقيدًا، بما في ذلك التمويل والتجارة والشفافية وخطط الحد من الانبعاثات الوطنية (NDCs).
لكن الدول المؤيدة للإلغاء التدريجي قررت يوم الاثنين اتخاذ موقف حاسم، معتبرة أن أي تحقيق لهدف 1.5 درجة مئوية أصبح مستحيلاً دون إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري.
قدمت الرئاسة البرازيلية مسودة نص لقرار يشمل ذكر خريطة الطريق كخيار، لكنه لم يرضِ بعض الدول، مثل فانواتو في المحيط الهادئ، التي شددت على ضرورة أن تكون خارطة الطريق واضحة وقابلة للقياس.
وأكد مؤيدو خارطة الطريق أن الخطة ستراعي احتياجات الدول المختلفة، مع دعم مالي وتقني للبلدان النامية للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري دون المساس بنموها الاقتصادي.
وتواجه البرازيل صراعات داخلية بشأن التحول عن الوقود الأحفوري، رغم تأكيد الرئيس لولا دا سيلفا ووزيرة البيئة مارينا سيلفا على ضرورة اتباع خريطة الطريق، معتبرة أنها "حل أخلاقي" للأزمة المناخية ويجب أن تتبنى جميع الدول الشجاعة لدراستها وتطبيقها.