عيد النيروز.. احتفال قبطي بفيضان النيل وبدء السنة الزراعية بمصر

النيروز في اللغة القبطية يعني "الأنهار" وهو موعد اكتمال فيضان النيل، وتعد بداية السنة القبطية هي بداية السنة الزراعية في مصر

في 12 سبتمبر/أيلول من كل عام يحتفل الأقباط بعيد النيروز، وهو رأس السنة القبطية الجديدة 1736 وفقاً للتقويم القبطي الذي يعد امتدادا للتقويم المصري القديم، وهو واحد من بين الأقدم في تاريخ البشرية.

• الأقباط الكاثوليك في مصر يحتفلون بعيد الميلاد

ويعني النيروز في اللغة القبطية "الأنهار"، وهو موعد اكتمال فيضان النيل، وتعد بداية السنة القبطية هي بداية السنة الزراعية في مصر، إذ يتبع الفلاح المصري منذ القدم التقويم القبطي في الزراعة الذي يبدأ بشهر توت.

وطور المصريون القدماء التقويم الشمسي، ثم اكتشفوا لاحقا السنة القمرية التي قسموها لفصول وأشهر وأيام وساعات، وكانوا قد استطاعوا التمييز بين السنة البسيطة والكبيسة، وكانت تلك معجزة فلكية في ذلك الوقت.

ويعد التقويم القبطي تقويما نجميا يبدأ من يوم 12 سبتمبر/أيلول من كل عام، حيث قسم المصريون القدماء السنة إلى 13 شهراً، وكل شهر 30 يوماً، والشهر الأخير هو الشهر القصير ويتكون من 5 أو 6 أيام فقط. 

وكان من مظاهر الاحتفال فى عيد النيروز خروج المسيحيين إلى الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء، واستمر هذا الأمر إلى يومنا هذا.

ويرجع ارتباط التقويم القبطي بالشهداء إلى عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تعرض خلاله المسيحيون للكثير من الاضطهاد والظلم، وقد تم تصفير التقويم المصري القديم في عهد دقلديانوس، فكان عام 284 ميلاديا هو 1 قبطي، وهو عام 4525 بحسب التقويم المصري القديم، ومن هنا ارتبط هذا التقويم بيوم الشهداء لدى الأقباط.

والشهور القبطية هي توت وبابه وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسري ونسيء، وهي فى الأساس أسماء لآلهة عند قدماء المصريين، فشهر "توت" هو في الأصل "تحوت" اسم إله الحكمة والمعرفة عند الفراعنة، و"بابه" هو تحريف لاسم الإله "حابي" إله النيل، و"هاتور" هو في الأصل "حتحور" إلهة الجمال. 

وتحيط بالشهور القبطية حالة ثقافية خاصة في مصر، حيث ترتبط بتراث من أشهر الأمثلة الشعبية، فيقال مثلا: "توت: هات الأنتوت"، والأنتوت هو البلح، لأنه يكون في أوج موسم جمعه في شهر توت.

ويأكل المسيحيون في عيد النيروز "البلح والجوافة"، حيث يرمز البلح "أحمر" إلى دماء الشهداء المسيحيين الذي سُفك في عهد الاضطهاد الروماني، أما الجوافة فترمز إلى طهارة ونقاوة القلب، وترمز بذورها الكثيرة لعدد الشهداء.