بالصور.. طوائف العراق تشارك المسيحيين احتفالاتهم بأعياد أكيتو في أربيل
مصممة الأزياء العراقية وفاء الشذر قدمت عرضا للأزياء العراقية التاريخية التي استوحت تصاميمها من حضارة بلاد ما بين النهرين
أزياء تقليدية متنوعة الألوان والتصاميم، ودبكات وألحان نابعة من تراث عريق، لطالما كانت بلاد ما بين النهرين موطنها، وأكلات شعبية ومنسوجات وصناعات يدوية تحكي مراحل التاريخ العراقي القديم.
هكذا احتفل المسيحيون العراقيون مع مكونات العراق الأخرى في إقليم كردستان بمناسبة أعياد أكيتو (رأس السنة البابلية الآشورية الكلدانية).
واحتضنت بلدة عينكاوا، التابعة لمحافظة أربيل، مهرجان التراث السرياني الأول، الذي نظمته المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في حكومة إقليم كردستان العراق بمناسبة أعياد أكيتو، وشارك في المهرجان إلى جانب السريان الكلدان الآشوريين (مسيحيو العراق) المسلمون والإيزيديون وكافة مكونات العراق الأخرى.
وعيد أكيتو يعد أقدم عيد عرفته الحضارة الإنسانية، وكانت الحضارات السومرية والبابلية والآشورية والكلدانية تحتفل به بتنظيم احتفالات كبيرة يحضرها الملك، تبدأ من الأول من شهر أبريل/نيسان وتستمر لـ12 يوما.
وحسب تقويم هذه الحضارات كانت أكيتو تمثل رأس السنة، وما زال المسيحيون العراقيون من الكلدان السريان والآشوريين يحتفلون بهذا العيد كعيد رأس سنة جديدة، لكن الاحتفال بـ(أكيتو) أصبح احتفالا جماهيريا تشارك فيه كافة مكونات العراق منذ أعوام خصوصا في إقليم كردستان.
وقال روبين بيت شموئيل، المدير العام للثقافة والفنون السريانية لـ"العين الإخبارية" "مهرجان التراث السرياني يمثل تعزيزا لتراثنا العريق، وتأكيدا على أنه ما زال حيا حتى هذا اليوم، سواء من خلال الأكلات الشعبية والأزياء التقليدية والفخاريات والمنسوجات التي عرضت من قبل المشاركين في المهرجان".
ودعا شموئيل العالم إلى الاهتمام بتراث بلاد ما بين النهرين، الذي يتعمق جذوره عبر التأريخ.
وأضاف: "التدمير والحرق الذي تعرضت له آثار ومخطوطات الحضارة النهرينية من قبل إرهابيي تنظيم داعش خلال السنوات الماضية في الموصل كانت كارثة حقيقية، وعلى المجتمع الدولي أن يمد لنا يد المساعدة للحفاظ على هذا التراث العريق، لأنه ليس تراثنا فحسب بل هو جزء من التراث العالمي".
وقدمت مصممة الأزياء العراقية وفاء الشذر عرضا للأزياء العراقية التاريخية التي استوحت تصاميمها من حضارة بلاد ما بين النهرين.
وأوضحت الشذر لـ"العين الإخبارية": "كل فستان من الفساتين التي عرضت خلال عرض الأزياء ضمن فعاليات مهرجات التراث السرياني تروي قصة حضارة من حضارات العراق، وزينت كل فستان منها بصور ونقوش تمثل الحضارة النهرينية كصورة الملك نبوخذ نصر وبوابة عشتار والثور المجنح والجنائن المعلقة".
وأردفت الشذر أن "الهدف من تصميم هذه الأزياء هو إثبات الهوية العراقية، وتذكير الجيل الجديد بحضارة الأجداد وثقافتهم العريقة، وهذا الهدف واجب علينا يجب أن نتمسك بهذه الحضارة العريقة التي تمتد لآلاف السنين".
وإلى جانب الفقرات الفنية التي شملت دبكات تراثية ومسرحيات قصيرة وقراءة القصائد، عرضت العديد من الأعمال اليدوية التي زينت بصور رموز الحضارات العراقية القديمة إلى جانب الملابس التقليدية ومنحوتات ولوحات فنية.
نيكار هاشم، فتاة كردية مسلمة من محافظة دهوك، كانت ضمن المشاركات في المهرجان، حيث جاءت مع زميلاتها الإيزيديات من دهوك إلى أربيل لعرض ما صنعته أيديهن من منسوجات ومفروشات اعتمدن فيه على الطرق اليدوية القديمة في الغزل والنسيج.
وتابعت نيكار لـ"العين الإخبارية" "مشاركتنا كإيزيديين ومسلمين في الاحتفالات بمناسبة أعياد أكيتو هي للتأكيد على التعايش والتسامح الذي يربط المكونات الدينية والعرقية في كردستان العراق، إضافة إلى أننا زينا المنتجات التي عرضناها بصور تعبر عن التعايش الذي كان يجمع المكونات في بلاد ما بين النهرين".
أما مصمم الأزياء ستيف الساتي، الذي ارتدى الزي الآشوري التقليدي ذا القبعة المزينة بالريش الملون، فيقف في الزاوية المخصصة للملابس التقليدية التي صممها في موقع المهرجان عارضا ما أنتجته يداه.
وقال الساتي لـ"العين الإخبارية" "رسالتنا إلى العالم بمناسبة أعياد أكيتو مفادها بأن ما شهدناه ونشهده من مشاكل وأزمات وصراعات في العراق لن تؤثر على العلاقات التاريخية والتعايش الذي يربطنا ببعضنا نحو مكونات هذا البلد، ونسعى إلى أن يعم السلام في كل أنحاء العراق".
واختارت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية الشارع القريب من تل قصرا الأثري وسط بلدة عينكاوا في محافظة أربيل لتنظيم المهرجان، لقرب الشارع من تل قصرا، أي تل القصر الأثري القديم الذي كانت تعلوه قصر أحد ملوك الإمبراطورية الآشورية عام ٣٥٠٠ قبل الميلاد.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA==
جزيرة ام اند امز