بدء تطبيق حقوق النشر الأوروبية لدول الجوار في فرنسا
قانون حقوق النشر الأوروبية مصمم لمساعدة ناشري الصحف في الحصول على أموال من "جوجل" عند إعادة استخدام محتواهم على الإنترنت
دخل قانون تطبيق حقوق النشر الأوروبية لدول الجوار حيز التنفيذ في فرنسا، الخميس، بعد مواجهة بين الصحافة الفرنسية وشركة جوجل انتهت لصالح "السلطة الرابعة".
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن حقوق النشر الأوروبية هو مبدأ مشابه لحقوق النشر للكتب، مصمم لمساعدة ناشري الصحف في الحصول على أموال من عملاق الإنترنت "جوجل" عند إعادة استخدام محتواهم على الإنترنت.
وأشارت إلى القانون أُنشئ بموجب المادة 15 من التوجيه الأوروبي لحقوق الطبع والنشر، الذي اعتمده البرلمان الأوروبي نهاية مارس/آذار، موضحة أن فرنسا هي أول دولة تنفذ هذا الإصلاح بدخول القانون حيز التنفيذ الخميس.
- البرلمان الأوروبي يصوت على تعديل قوانين حقوق النشر لمواجهة الثورة الرقمية
- صناعة حقوق النشر تضيف 881.8 مليار دولار للاقتصاد الصيني
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن "جوجل" حاولت الالتفاف على القانون في سبتمبر/أيلول، بتقديم لائحة بالقواعد الجديدة التي تطبقها في فرنسا على الناشرين الأوروبيين.
وأضافت أن تلك القواعد تنص على عدم عرض العملاق الرقمي مقتطفات من المقالات وغيرها من الصور ومقاطع الفيديو مخفضة الجودة أو "الصور المصغرة"، في نتائج محرك البحث الخاص به، وكذلك في خدمة الأخبار من "جوجل للأخبار"، ما لم يكن الناشرون يسمحون بفعل ذلك مجاناً.
وتابعت "لوموند": "إذا تخلى الناشرون عن تعويضهم المادي، فستستمر جوجل في الإشارة إلى معلوماتهم لكن أقل من الوقت الحالي".
في دفاعها عن رؤيتها، أوضحت "جوجل" أن بفضله تحظى المواقع الصحفية بحركة مرور كبيرة وعائدات من الإعلانات الرقمية.
واتهم ناشرو الصحف "جوجل" بالالتفاف على روح القانون وفرض إملاءاته، واحتج تحالف الصحافة للإعلام العام في فرنسا، وهي المنظمة الرئيسية للصحافة الفرنسية، على قرار العملاق الرقمي.
وقال التحالف في بيان: "هذا القرار الذي لم يؤد إلى أي تبادل أو تشاور، يظهر كتحايل حقيقي على روح القانون الفرنسي وعلى نطاق أوسع للتوجيه الأوروبي".
لتجنب حدوث انخفاض كبير في عدد القراء المتصفحين للمواقع الصحفية، وافق العديد من الناشرين على الاستخدام المجاني للمقتطفات، رافضين توصيف تلك الخطوة بـ"الاستسلام"، معتبرين أنها "خطوة أولية قبل اللجوء للقضاء"، وفقا للصحيفة الفرنسية.
قال بيير لويت، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ليزيكو- لوباريزيان" والمسؤول عن مهمة الحقوق المجاورة داخل التحالف، إن جوجل وفيسبوك يمثلان 80% من سوق الإعلانات على جميع الشاشات "المحمول وأجهزة الكمبيوتر"، معتبرا ذلك "احتكارا حقيقيا"، على حد وصفه.
فيما يتعلق بالدور الرسمي في هذه المعركة، أشارت "لوموند" إلى أن باريس صعدت القضية إلى أعلى مستوياتها في قمة فرنسا لتبني الإصلاح الأوروبي لحقوق الطبع والنشر.
وقالت: "الحكومة الفرنسية تقاتل على عدة جبهات، لا سيما من خلال حشد الأوروبيين وطرح سؤال بشأن إساءة استخدام محتملة لـ(جوجل) المهيمن على شبكة الإنترنت".
وأضافت: "كما تولت هيئة المنافسة الفرنسية ذلك الملف في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنفسه في المعركة للحفاظ على حقوق النشر الفرنسية من احتكار (جوجل)".