لبنان 2021.. وزراء حزب الله وبث السموم تجاه الخليج
يكاد يجمع اللبنانيون على أن 2021 "عام إساءات الوزراء الموالين لحزب الله" التي ورطت بلادهم في أزمات دبلوماسية، خاصة مع دول الخليج.
صحيح أن الإساءات المباشرة للخليج جاءت على لسان وزيري الخارجية السابق شربل وهبة والإعلام المستقيل حديثاً جورج قرداحي إلا أنه "ما خفي كان أعظم" ممن يخفون كراهية للمملكة والخليج.
ففي 17 مايو/أيار الماضي، أطلق وزير الخارجية السابق شربل وهبة تصريحات عبر قناة "الحرة" الأمريكية مسيئة إلى دول الخليج.
حينها قال وهبة: "دول المحبة والصداقة والأخوة، أوصلوا لنا داعش". ولدى سؤاله عما إذا كان يقصد "بتلك الدول" الخليج ، أجاب: أنه لا يريد ذكر أسماء.
وقبل نهاية المقابلة ترك الوزير اللبناني الاستوديو معترضا على مهاجمة الضيف السعودي لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، قائلا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو".
لكن تلك المقابلة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والسعودية والكويت والإمارات.
وتصدر اسم الوزير اللبناني قائمة ترند "تويتر" في هذه البلدان حاصدا أكثر من 200 ألف تغريدة.
وفي 18 مايو/أيار، تبرأت الرئاسة اللبنانية من تصريحات وزير الخارجية "المسيئة"، مشددة على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة.
واعتبرت ما صدر عن وزير الخارجية شربل وهبة من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس موقف الدولة والرئيس عون.
وسارع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية -وقتها- حسان دياب للتأكيد على أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج.
واتصل دياب بوزير الخارجية اللبناني لاستيضاح حيثيات التصريحات التي أدلى بها.
وقدم وهبة اعتذارا رسميا عن بعض "العبارات غير المناسبة" التي صدرت عنه في معرض الانفعال.
أما وزارة الخارجية السعودية فاستدعت سفير لبنان لتسليمه مذكرة احتجاج، ردا على تصريحات وهبة.
واتخذت الإمارات والكويت الإجراء نفسه مع السفيرين اللبنانيين لديهما وسلمت كل منهما السفيرين مذكرة احتجاج مماثلة.
ثم في 19مايو/أيار، طلب من رئيس الجمهورية ميشال عون إعفاءه من منصبه كون الحكومة اللبنانية مستقيلة ولا يستطيع الوزير الاستقالة.
وبالفعل تم تعيين نائبة رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع زينة عكر مكانه.
أزمة قرداحي
لم يكد اللبنانيون يلتقطون أنفاسهم من أزمة وزير الخارجية حتى بثت قناة الجزيرة حلقة ضمن برنامج "برلمان الشباب" لوزير الإعلام في الحكومة الجديدة جورج قرداحي في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أيد فيها الحوثيين وأساء لجهود السعودية والإمارات لدعم الشرعية في هذا البلد.
في 27 أكتوبر/تشرين الأول استنكر رئيس حكومة لبنان تصريحات قرداحي، قائلا: إن "كلامه يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه".
ورفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تصريحات قرداحي، مؤكدا أنها "لا تعبر عن موقف وزارته خاصة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديداً في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني في بيان: "رئيس الحكومة والوزراء حريصون على نسج أفضل العلاقات مع السعودية، ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى".
وتبرأت وزارة الخارجية اللبنانية من تصريحات قرداحي بشأن الانقلاب في اليمن، قبل توليه منصبه.
بدورها أكدت الرئاسة اللبنانية أن تصريحات قرداحي صدرت عنه قبل توليه وزارة الإعلام، ما يعني أنها لا تعكس وجهة نظر الدولة اللبنانية الحالية، التي تحرص على القيام بكل ما يساعد على وقوف السعودية بجانب الشعب اللبناني، خاصة في هذه الظروف الراهنة والصعبة.
إجراءات رادعة
وردا على تصريحات جورج قرداحي أعلنت السعودية في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استدعاء سفيرها في بيروت للتشاور ومغادرة سفير لبنان لدى المملكة خلال الـ48 ساعة، ووقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة.
واعتبرت أن سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من هذا البلد ساحة ومنطلقاً لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه الشقيق الذي يجمعه بالمملكة بكافة طوائفه وأعراقه، روابط تاريخية منذ استقلال الجمهورية اللبنانية.
وأعلنت اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف، وحرصاً على سلامة السعوديين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة المملكة تؤكد ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر مواطنيها إلى لبنان.
كما تحرك وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بتوجيه سفارة اليمن في بيروت لتسليم رسالة احتجاج واستنكار على تصريحات قرداحي.
واتخذت الإمارات والكويت والبحرين خطوات مماثلة للسعودية رفضا لتصريحات وزير الإعلام المستقيل.
واستنكرت قطر تصريحات قرادحي، معتبرة أن موقفه "غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء".
وعبرت سلطنة عُمان في بيان أصدرته وزارة الخارجية عن أسفها "لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية".
ورغم الأزمة الحادة، وطلب رئيس الحكومة من قرداحي لأكثر من مرة له تحكيم ضميره لمصلحة لبنان واللبنانيين، وتدخل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي طالبه بالاستقالة إلا أن وزير الإعلام السابق تعنت وتمسك بموقفه مدعوماً من "حزب الله".
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تقدمه باستقالته من منصبه من أجل "حلحلة الأزمة" بين بلاده والسعودية.
وقال قرداحي، خلال مؤتمر صحفي "لم أقصد بكلامي عن حرب اليمن الإساءة لأي أحد".
وأضاف: "الحملات ضدي أزعجتني لأنها تسببت في تحميل شعب بكامله مسؤولية كلام قلته بمحبة".
وتابع: "نحن اليوم أمام تطورات جديدة بينها زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية، ربما تساعد في فتح حوار مع المسؤولين بالمملكة".
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز