رغم مغادرة "عزلة كورونا" والإغراءات.. فنادق إسبانيا شبه خالية
الإشغال الفندقي يهوي بنسبة 58% في برشلونة، في حين فقدت العاصمة مدريد 46% من مستويات 2019
كشفت بيانات رسمية، الخميس، أن معدلات الإشغال بالفنادق الإسبانية تهاوت بأكثر من النصف في أول 6 أشهر من 2020، وسط أضرار لحقت بالبلد المعتمد على السياحة من جراء إغلاق شامل استمر ثلاثة أشهر لمكافحة كورونا.
وتسهم السياحة بنحو 12% من اقتصاد إسبانيا، لكن معدل الإشغال الفندقي لم يتجاوز 33% بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران الماضيين، مقارنة مع 73% في الفترة ذاتها من 2019.
ويعود هذا التراجع الكبير إلى الأضرار التي لحقت بالبلد المعتمد على السياحة من جراء إغلاق شامل استمر 3 أشهر لمكافحة فيروس كورونا وإجراءات لحظر السفر والحجر الصحي، وفقا لدراسة نشرت نتائجها اليوم.
وهوى الإشغال الفندقي بنسبة 58% في برشلونة، في حين فقدت العاصمة مدريد 46% من مستويات 2019.
وقدمت زيادة في حركة السياحة الداخلية بالتزامن مع تخفيف إجراءات الإغلاق بعض الدعم، لكن في ظل خفض الفنادق أسعار الغرف لجذب المصطافين، فإن التعافي المستدام قد يستغرق زمنا أطول، حسب ما ذكر مكتب كوشمان وويكفيلد الاستشاري وإس.تي.آر لتقييمات الفنادق.
وقال خافيير سيرانو من "إس.تي.آر" إن زيادة أعداد المصطافين المحليين، لا سيما خلال عطلات نهاية الأسبوع، هو خطوة أولى صوب التعافي.. القطاع يتحرك في الاتجاه الصحيح لإطلاق تعاف لا مفر من أن يكون بطيئا.
عانت فنادق جزر البليار، وهي وجهة رائجة للسياح الألمان والبريطانيين، من أشد تراجع في أعداد الزائرين، إذ انخفض الإشغال 65.6% في النصف الأول من 2020، على الرغم من أن تفشي فيروس كورونا بها لم يكن حادا.
وعصفت الجائحة بثاني أكبر بلد استقبالا للزوار في العالم، إذ أودت بحياة 28 ألفا و424 شخصا حتى الآن.
وأمس الأربعاء، قال اتحاد قطاع الفندقة الإسباني إن نحو 40 ألف حانة ومطعم قد أُغلقوا غلقا نهائيا بسبب الجائحة.
وبدأت إسبانيا الخروج تدريجيا من إجراءات عزل عام، وصفت بأنها من بين الأشد صرامة في أوروبا منذ تطبيقها في 14 مارس/آذار الماضي.
طائرات مسيرة
والشهر الماضي، لجأت السلطات الإسبانية إلى الطائرات المسيّرة والكاميرات لمراقبة شواطئها السياحية ورصد أي ممارسات خاطئة بين المصطافين قد تؤدي إلى تفشي عدو السياحة الأشرس حاليا.. كورونا.
وعلى الرغم من أنه تمّ احتواء الوباء بشكل كبير، إلا أن المنتجعات الإسبانية تعرف أن هذا الصيف "غير مألوف" وهو ما دفعها إلى تشديد إجراءات ضمان سلامة مرتادي الشواطئ.
ونقلت وكالة يوروبا برس للأنباء عن وكالة السياحة الحكومية الإسبانية القول إن 21.327 ألف شخص وصلوا إلى إسبانيا بالطائرات خلال أبريل/نيسان الماضي، مقابل أكثر من 7 ملايين شخص وصلوا إليها جوا في الشهر نفسه من العام الماضي.
وحسب الإحصاءات الرسمية فإن نحو 83.7 مليون سائح زاروا إسبانيا خلال العام الماضي، وأنفقوا نحو 92.3 مليار يورو (101.3 مليار دولار).
وسجلت أعداد الليالي الفندقية في إسبانيا في شهر مارس/آذار تراجعا تاريخيا، بنسبة وصلت إلى 61.1%، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
ويتوقع البنك المركزي الإسباني انكماش الاقتصاد بنسبة 12.4% خلال العام الجاري، مما يشير إلى التأثير المحتمل لفيروس كورونا على رابع أكبر اقتصاد في العالم.