فاتورة كورونا.. أكبر خطة تحفيز بأوروبا وانكماش في ألمانيا وكوريا
آمال فرنسية في إقرار أكبر خطة تحفيز أوروبية وتوقعات بانكماش اقتصاد ألمانيا 6.6% وبنسبة 0.2% في كوريا الجنوبية عام 2020
تواصل الحكومات في مختلف دول العالم مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا الاقتصادية بحزم، لتفادي انكماش الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، وتعطل سلاسل الإمداد العالمية.
وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي لاقرار أكبر خطة تحفيز تشهدها القارة العجوز لمواجهة تداعيات كورونا التي فتكت بأغلب اقتصاديات دول منطقة اليورو، فيما تتزايد التوقعات بانكماش الاقتصاد في ألمانيا وكوريا الجنوبية.
قال معهد إيفو، الخميس، في أحدث تحديث له إن من المرجح أن ينكمش الاقتصاد الألماني 6.6% هذا العام نتيجة لأزمة فيروس كورونا قبل أن ينمو 10.2% في 2021.
سيناريوهات التعافي
وفي المتوسط، يقول إيفو إن الشركات تتوقع عودة العمليات إلى الوضع الاعتيادي في 9 أشهر بعد إجراءات عزل عام مشددة في الربع الثاني. وفي إطار هذا التصور، فإن الاقتصاد سينكمش 12.4% في الربع الثاني من العام الجاري.
وتشير مجموعة من المسوح إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا يتعافى ببطء بعد تجمد الحياة الاقتصادية في أواخر مارس آذار لاحتواء جائحة فيروس كورونا، لكن أحدث بيانات تبرز الأثر غير المسبوق.
وفي إطار أسوأ تصور والذي تستغرق فيه العودة إلى الوضع الطبيعي 16 شهرا، فإن الاقتصاد سينكمش 9.3 % هذا العام وينمو 9.5% في العام القادم.
وينطوي التصور الأكثر تفاؤلا على تعافي الشركات في خمسة أشهر، مع انكماش الاقتصاد 3.9% فقط ونموه 7.4% في العام المقبل.
وتفترض جميع التصورات الثلاثة، التي تستند إلى بيانات عن ثقة الشركات وكذلك الإنتاج وإيرادات الشركات والتجارة الخارجية، تخفيفا تدريجيا للقيود اعتبارا من نهاية أبريل/نيسان الماضي.
لكن بعض الشركات تتأهب لتعاف أطول وأكثر صعوبة، ومن المتوقع أن تستغرق العودة للوضع الطبيعي في قطاع الطيران على وجه الخصوص 16 شهرا.
ومن المتوقع أن تستغرق قطاعات السياحة والضيافة وصناعة السيارات لفترات أطول للتعافي.
أكبر حزمة تحفيز
ومن جهته قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لتلفزيون فرانس2، الخميس، إنه يأمل في أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من التوصل لاتفاق بشأن حزمة تعاف اقتصادي بقيمة 750 مليار يورو (826.1 مليار دولار) في الأسابيع المقبلة.
بموجب خطة التحفيز تقترض المفوضية الأوروبية الأموال من السوق ثم تقوم بتوزيع ثلثيها في منح(500 مليار يورو) والباقي تقدمهم كقروض، وهو ما يتماشى مع رغبات ألمانيا وفرنسا، أكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي.
وإذا ما حظيت الخطة على موافقة كل الدول الأعضاء فمن شأنها أن تصبح علامة فارقة في التكامل الأوروبي الممتد منذ نصف قرن، إذ ستشكل خطوة صوب الاستعانة بالدين المشترك كأداة كبرى للتمويل للمرة الأولى وبما يمهد الطريق لصلاحيات أوسع للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالضرائب.
لكن دولا في الشمال الأوروبي تتسم بالتحفظ في سياساتها المالية قاومت الضغوط من دول أخرى في التكتل لقبول الدين المشترك لحماية سوق الاتحاد الأوروبي الموحدة التي تشمل دولا يقطنها 450 مليون شخص من الانقسامات بسبب اختلاف معدلات النمو الاقتصادي ومستويات الثروة.
انكماش حاد
ومن ناحية أخري، خفض البنك المركزي الكوري الجنوبي، الخميس توقعاته للنمو لهذا العام بشكل حاد، متوقعا انكماشا بنسبة 0.2%على أساس سنوي وسط جائحة فيروس كورونا، مما سيمثل أبطأ نمو في أكثر من عقدين.
وتأتي أحدث التوقعات لرابع أكبر اقتصاد في آسيا لتمثل تخفيضا حادا من تقديرات سابقة بتوسع نسبته 2.1% هذا العام ومكاسب بنسبة 2% العام الماضي، حسب وكالة يونهاب للأنباء.
والانخفاض الحاد من تقدير فبراير/شباط الماضي بأتي بعد الانتشار الواسع لفيروس كورونا والذي أصاب أكثر من 5 ملايين شخص على مستوى العالم.
وقال البنك المركزي في بيان إنه يتوقع أن "يظل النمو الاقتصادي المحلي بطيئا لبعض الوقت بسبب تأثير جائحة كوفيد-19.
وتابع:"من المتوقع أن ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى حد كبير دون توقعات فبراير/شباط الماضي التي تبلغ 2.1% إلى حوالي 0%".