باحثون يفكون شفرة تطور كورونا.. من الانتقال السريع إلى خداع المناعة
![تطورات فيروس كورونا المستجد](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/214-190845-corona-evolved-rapid-spread-evading-immunity_700x400.jpg)
كشفت دراسة جديدة من باحثين في كلية وييل كورنيل للطب، عن كيفية تطور فيروس كورونا المستجد منذ بداية الجائحة.
حيث كان في البداية يركز على زيادة القدرة على الانتقال بين الأفراد، ثم تحول لاحقًا نحو تحسين القدرة على التهرب من جهاز المناعة بعد ظهور متغير أوميكرون.
ومنذ بداية الجائحة، خضع الفيروس لتحورات جينية سريعة نتج عنها ظهور عدة متغيرات تختلف في قدرتها على الانتشار بين الأفراد، التسبب في إصابات شديدة، والتهرب من جهاز المناعة.
ونشرت الدراسة في مجلة "نيتشر"، وتعرض التحليلات الوبائية على مستوى السكان لأكثر من 1.5 مليون شخص على مدار فترة أربع سنوات منذ بدء الجائحة.
وكشفت الدراسة أن المناعة الطبيعية المكتسبة من الإصابة السابقة كانت توفر حماية قوية ضد الإصابة مجددا بنسبة تصل إلى 80% قبل ظهور متغير أوميكرون في أواخر عام 2021.
ومع ذلك، بعد هيمنة أوميكرون، تراجعت هذه الحماية بشكل كبير، وأصبحت فعالة فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا مؤخرًا، ثم انخفضت إلى مستويات شبه معدومة في غضون عام. وكان هذا الاتجاه مستمرا سواء اعتُبرت الإصابة المتكررة أي إصابة، أو كانت مقتصرة على الحالات التي تظهر عليها الأعراض.
وقالت هيام شميطلي، المؤلفة الأولى للدراسة "إن التطور المستمر للفيروس وتهربه من المناعة يجعل من الصعب تحقيق مناعة جماعية طويلة الأمد ضد الفيروس". وأضافت: "المناعة قصيرة العمر تؤدي إلى موجات متكررة من الإصابات، مما يعكس الأنماط التي نراها مع فيروسات الزكام والإنفلونزا".
وتشير النتائج إلى أن ظهور أوميكرون كان نقطة تحول في الجائحة، فقبل ظهور أوميكرون، وعندما كانت غالبية السكان غير مصابين بفضل التدابير الصحية العامة، وتطور الفيروس من خلال تحورات جينية زادت من قدرته على الانتقال بين الأشخاص، في هذه المرحلة، ظهرت المتغيرات الأكثر انتقالًا مثل ألفا ودلتا.
وفي المقابل، خلال فترة أوميكرون، ساهمت الإصابات السابقة والتطعيمات في خلق مناعة واسعة النطاق ضغطت على الفيروس ليتطور ويطور آليات للتهرب من الدفاعات المناعية، مما أدى إلى انخفاض سريع في المناعة الطبيعية ضد الإصابة مجددًا. وأدى هذا التحول إلى ظهور سلالات فرعية متنوعة جينيًا من أوميكرون، مثل XBB وJN.1.
وقالت شميطلي: "هذا الفيروس سيستمر في البقاء وسيتسبب في إصابات متكررة، لذلك من الضروري تحديث اللقاحات بشكل منتظم لتجديد المناعة وحماية الفئات الضعيفة، خصوصًا كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية".
ومن جانبه، قال ليث أبو رداد، المؤلف الكبير للدراسة "لقد أظهر الفيروس تكيفا رائعا، مما سمح له بالبقاء في السكان البشر والتسبب في إصابات متكررة، ولحسن الحظ، هذه الإصابات تكون عادة خفيفة أو بدون أعراض، ومع مرور الوقت، لن يشكل الفيروس نفس التهديد الخطير كما كان عند ظهوره لأول مرة".
aXA6IDMuMTQ1LjkwLjIwMyA= جزيرة ام اند امز