كورونا يقفز بالبطالة في الولايات المتحدة لمستوى تاريخي
الشركات الأمريكية اضطرت لتسريح عدد كبير من الموظفين بسبب التراجع المباغت للنشاط التجاري على وقع انتشار فيروس كورونا المستجد
تسبب تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة في وصول معدل البطالة إلى أرقام غير مسبوقة، حيث سجل نحو 5 ملايين شخص الأسبوع الماضي للحصول على مساعدات للبطالة، في رقم قياسي جديد بعد أسبوعين شهدا ارتفاعا تاريخيا في نهاية مارس/آذار.
ويقدر المحللون بخمسة ملايين شخص عدد الذين تقدموا بملفات لطلب مساعدات بين 29 مارس/آذار والرابع من أبريل/نيسان، لينضموا بذلك إلى حشد من الباحثين الجدد عن وظائف.
وكان الأسبوع الذي سبق شهد رقما قياسيا تاريخيا بلغ 6,65 مليون عاطل عن العمل. وفي المجموع، في الأسبوعين الأخيرين من مارس/آذار الماضي تقدم 10 ملايين شخص بطلبات تعويض للمرة الأولى، في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة.
وتتشكل صفوف انتظار طويلة أمام وكالات التوظيف في البلاد. وفي ميامي بولاية فلوريدا، اضطر مئات الأشخاص للانتظار ساعات ليتمكنوا من تقديم ملف بعد توقف الموقع الإلكتروني المخصص بسبب العدد الهائل للطلبات.
واضطرت الشركات الأمريكية لتسريح عدد كبير من الموظفين بسبب التراجع المباغت للنشاط التجاري على وقع إجراءات العزل التي تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
واعتبارا من الجمعة، أصبح بإمكان الشركات الصغيرة والمتوسطة طلب قرض لتتمكن من دفع أجور موظفيها وتجنب تسريحهم.
ويقضي هذا الإجراء الذي يندرج في إطار الخطة الفدرالية الواسعة لدعم الاقتصاد، بتخصيص 350 مليار دولار من القروض. وتجري مفاوضات بين الكونجرس والبيت الأبيض للإفراج عن دفعة ثانية بقيمة 250 مليار دولار، وهذا ما قد يتم إقراره خلال الأسبوع الجاري.
الآثار السلبية للوباء أقل استمرارية من 2008
ورأى أعضاء في اللجنة النقدية للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في آخر اجتماع لهم نشر محضره الأربعاء أن الآثار السلبية قد لا تستمر المدة التي استغرقتها تبعات الأزمة المالية الكبرى في 2008.
وقالوا إن "الوضع الحالي لا يقارن بشكل مباشر مع الأزمة المالية التي حدثت خلال العقد الماضي".
لكن الاقتصاديين يبدون متشائمين إذ يرون أن ارتفاع معدل البطالة إلى 4,4% في مارس/آذار قد لا يكون إلا مقدمة لما ينتظر البلاد اعتبارا من أبريل/ نيسان الجاري.
ويتوقع محللو مجموعة باركليز أن يبلغ عدد طالبي الوظائف الجدد الأسبوع المقبل 5,5 مليون شخص. وقالوا "حسب تقديراتنا ومع أن الطلبات تباطأت بالمقارنة مع الأسبوع الذي سبق، أرقام البطالة تواصل صعودها".
فإلى الذين فقدوا وظائفهم، يضاف الآن الأشخاص المصابون بكوفيد-19 وأولئك الخاضعون للحجر الصحي أو للبطالة التقنية والعاملون المستقلون.
كل هؤلاء يمكنهم طلب مساعدات للبطالة في ظل هذه الأزمة، وهو ما لم يكن واردا قبل انتشار الوباء. وقد تم تفعيل إجراءات المساعدة الاجتماعية في القانون في إطار الخطة الفيدرالية الواسعة لدعم الاقتصاد، ومن نتائجها تضخيم الأرقام.
وأسفر الفيروس عن وفاة أكثر من 14 ألف شخص في الولايات المتحدة حيث بلغ عدد الإصابات نحو 420 ألفا، حسب تعداد أجرته جامعة جونز هوبكينز الأمريكية التي تعد مرجعا.