كورونا في الأمريكيتين.. ارتفاع قياسي بوفيات نيويورك ومساعدات لفنزويلا
فريق البيت الأبيض المعني بالتعامل مع أزمة فيروس كورونا قد توقع في السابق وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف أمريكي جراء الفيروس.
شهدت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد العديد من التطورات في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية بالعديد من الدول، لاسيما في الولايات المتحدة حيث يتفاقم الوضع بمرور الوقت.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية اقترب عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في ولاية نيويورك وحدها من 150 ألف حالة، الأربعاء، لتتخطى بذلك إسبانيا كأكثر مكان سجل حالات إصابة في العالم رغم أن السلطات حذرت من أن العدد الرسمي للوفيات ربما يكون أقل من العدد الحقيقي.
وسجلت ولاية نيويورك، التي تُعَد بؤرة العدوى في الولايات المتحدة، وولاية نيوجيرسي المجاورة مجددا أكبر عدد من الوفيات بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد.
وقال حاكم نيويورك، أندرو كومو، الذي قرر تنكيس الأعلام في أنحاء نيويورك حدادا على الضحايا: "هذا الفيروس هاجم الضعفاء ومهمتنا كمجتمع هي حماية الضعفاء".
وسجلت نيويورك 149316 حالة مقابل 146690 حالة في إسبانيا، وبلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة نحو 420 ألف حالة وأكثر من 14300 حالة وفاة.
وقال مسؤولون في نيويورك إن الزيادة الأخيرة في عدد الأشخاص الذين يموتون في المنازل تشير إلى أن أكثر المدن الأمريكية تعدادا للسكان ربما تغفل عدد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا.
وذكر حاكم نيويورك في إفادته اليومية: "أعتقد أن هذا الأمر محتمل جدا"، وأضاف أن 779 شخصا توفوا، الثلاثاء، في ولايته، وقال حاكم نيوجيرسي، فيل مورفي، إن 275 شخصا توفوا هناك. وهذه الأرقام الصادرة من الولايتين تتجاوز الأرقام القياسية التي سجلت في يوم واحد قبل يوم.
ورغم هذه الإحصائية القاتمة قال كومو إن الاتجاه بوجه عام يبدو إيجابيا، واستشهد بالانخفاض في عدد الحالات الجديدة التي تنقل إلى المستشفيات والبيانات الأخرى كدليل على أن "المنحنى ينخفض" في نيويورك وإنها بدأت تسيطر إلى حد ما على معدلات الإصابة بالعدوى.
وقال كومو إن عدد الوفيات سيستمر بنفس وتيرته الحالية أو يزيد في الأيام المقبلة؛ حيث يتوقع وفاة المرضى أصحاب الحالات الحرجة الذين نقلوا إلى المستشفيات منذ أكثر من أسبوع وما زالوا تحت أجهزة التنفس الصناعي.
وشدد حاكم نيوجيرسي إجراءات التباعد الاجتماعي بالولاية؛ حيث أمر تجار التجزئة بما في ذلك متاجر البقالة التي لا يزال مسموحا لها بالتعامل مع عدد محدود من الزبائن أن تتأكد من ارتداء الموظفين والزبائن كمامات طبية واقية وأن تعمل على تعقيم المنشآت بانتظام.
وأعلنت لويزيانا تسجيل 70 حالة وفاة وهو نفس العدد القياسي الذي سجلته في يوم واحد قبل يوم.
يأتي ذلك في الوقت الذي قلص فيه معهد متخصص في الأبحاث الصحية بجامعة واشنطن توقعاته لإجمالي عدد الوفيات في الولايات المتحدة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد بنحو 26 إلى 60 ألف حالة من 80 ألفا بحلول 4 أغسطس/آب لكن مسؤولة بالصحة حذرت من موجة ثانية من العدوى إذا تساهل الأمريكيون في إجراءات "التباعد الاجتماعي".
وكان فريق البيت الأبيض المعني بالتعامل مع أزمة فيروس كورونا قد توقع في السابق وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف أمريكي جراء الفيروس.
وخلص فريق من الأخصائيين الأمريكيين في علم الجينات في دراسة نشرت، الأربعاء، إلى أنّ فيروس كورونا المستجدّ بدأ بالتفشّي في نيويورك في فبراير/شباط؛ أي قبل إطلاق حملة الفحوص الواسعة النطاق في الولاية، وأنّ مصدر العدوى هو أوروبا.
وأكّد الفريق أن تعقّب سلسلة انتقال الفيروس المسبّب لجائحة كوفيد-19 سيتيح للسلطات التصدّي بشكل أفضل لأيّ تفشّ وبائي في المستقبل.
وقالت رئيسة الفريق أدريانا هيجي، أخصائية علم الجينات في كلية جروسمان للطب في جامعة نيويورك: "من المثير للاهتمام، في هذه المرحلة، أنّ غالبية الحالات أتت على ما يبدو من أوروبا، وأعتقد أنّ ذلك مردّه جزئيا إلى أنّه كان هناك تشديد على وقف الرحلات من الصين"، وأضافت أنّ هناك رابطا بين ما كشفت عنه الدراسة وموجة حالات غريبة من الالتهاب الرئوي كان الأطباء في نيويورك يعملون على معالجتها قبل إطلاق حملة الفحوص واسعة النطاق في الولاية.
في المكسيك، قالت وزارة الصحة إنها سجلت 396 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليصل العدد الإجمالي للمصابين إلى 3181 بالإضافة إلى 174 وفاة.
وفي فنزويلا، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا" أنّ طائرة محمّلة بنحو 90 طنّا من المساعدات الأممية، بما في ذلك معدّات لحماية الطواقم الطبية، هبطت في كراكاس، الأربعاء؛ لتعزيز قدرة فنزويلا على مكافحة وباء كوفيد-19.
وقال المكتب، في بيان، إنّ الشحنة تتضمن خصوصا "28 ألف وحدة حماية شخصية لمقدّمي الرعاية الصحيّة في الخطوط الأمامية، ومكثّفات أوكسجين، وأسرّة للأطفال، ومنتجات للتحقّق من جودة المياه، ومعدّات للنظافة".
ونقل البيان عن بيتر جرومان، منسّق الأمم المتحدة في فنزويلا، أنّ هذه "أول شحنة إنسانية من الأمم المتحدة لدعم فنزويلا خلال الوباء"، وأضاف أنّ هذه المساعدات هي ثمرة جهد مشترك بين عدد من الوكالات الأممية، بما في ذلك "يونيسف" وصندوق الأمم المتّحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية.
وأعربت كراكاس على لسان نائبة الرئيس، ديلسي رودريجيز، عن "امتنانها العميق" للأمم المتحدة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإنّ فنزويلا التي تعدّ 30 مليون نسمة سجّلت حتى اليوم 167 إصابة بفيروس كورونا المستجدّ، بينها 9 حالات وفاة، وفي محاولة لوقف تفشّي الوباء، أمر الرئيس نيكولاس مادورو بتعليق كلّ الرحلات الجوية من وإلى البلاد وفرض حجرا صحيا شبه شامل، إذ لم يعد يُسمح للسكان بمغادرة منازلهم إلا لشراء الطعام أو الدواء أو لزيارة الطبيب.