النفط يخسر 10% خلال شهر بعد تفشي فيروس كورونا
أصاب فيروس "كورونا المستجد" أسعار النفط الخام بالعدوى وأفقد عقود برنت الآجلة نحو 10% من قيمتها.
خسر خام برنت القياسي 10% من قيمته بعد شهر واحد من تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين، وفق بيانات الأسواق.
وفي تعاملات 22 يناير/كانون الثاني الماضي، بلغت أسعار عقود خام برنت الآجلة تسليم مارس/آذار المقبل 64 دولارا للبرميل، ووصلت 65 دولارا، وهي أسعار مقبولة بالنسبة لتوقعات منظمات نفطية وصندوق النقد الدولي.
إلا أن إعلان السلطات الصينية عن تسارع تفشي المرض اعتبارا من 23 يناير/كانون ثاني الماضي، أصاب أسواق النفط العالمية بتخوفات متزايدة من تراجع الطلب على الخام والمواد الأولية اللازمة في الإنتاج من جانب البلاد ومنشآتها الصناعية.
وتعد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة، بإجمالي استهلاك يومي يبلغ قرابة 13.2 مليون برميل يوميا، كما تعد كذلك، أكبر مستورد عالمي للنفط الخام بمتوسط يومي يبلغ 10 ملايين برميل.
ونتيجة لتفشي الفيروس خارج مدينة ووهان ومقاطعة هوبي "مركز الوباء"، أعلنت السلطات الصينية عن فرض قيود على حركة النقل البري والبحري والجوي، وأغلقت منشآت صناعية بشكل كامل، رافقه تمديد لعطلة العام الجديد.
نتيجة لذلك، توقع بنك "جولدمان ساكس" خلال وقت سابق من الشهر الجاري تأثر أسواق النفط سلبا بسبب الفيروس الصيني؛ إذ سيكون الضرر الأكبر على وقود الطائرات بسبب قيود السفر من وإلى البلاد، حال انتشار الفيروس.
ويرى البنك الأمريكي في تقرير له أن الطلب العالمي على الخام سيتراجع بمقدار 260 ألف برميل يوميا هذا العام؛ إذ سيمثل وقود الطائرات ثلثي تلك الخسارة، ما قد يدفع سعر النفط للانخفاض بمقدار 2.9 دولار للبرميل.
إلا أن أسعار النفط سجلت هبوط بأكثر من 6 دولارات بالنسبة لخام برنت، على الرغم من تعميق اتفاق خفض إنتاج الخام من جانب تحالف "أوبك+" إلى 1.7 مليون برميل يوميا خلال الربع الأول من العام الجاري.
ومع تراجع الطلب على النفط في الصين، تراجعت إمدادات الشحن حول العالم خاصة من وإلى الصين، باعتبارها أكبر مستورد للمواد الخام في العالم، ما يعني أن الطلب على الشحن الجوي والبحري تأثر نتيجة هبوط الإنتاج والصناعة في الصين.
وكانت أسعار النفط الخام قد سجلت 53.7 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ نحو 14 شهرا، خلال وقت سابق من الشهر الجاري، إلا أن الأسعار صعدت قليلا على الرغم من بقائها أقل من متوسط السعر قبيل الإعلان عن تفشي "كورونا" والبالغ 64 دولارا.
وتكمن أسباب وراء تقليص أسعار النفط خسائرها، اعتبارا من النصف الثاني من الشهر الجاري، مرتبطة بفقدان إمدادات النفط العالمية مليون برميل يوميا من إنتاج ليبيا النفطي مع استمرار غلق موانئ نفطية وخطوط إمدادات.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، الأسبوع الماضي، إن إنتاجها من النفط الخام تراجع إلى متوسط 123.5 ألف برميل يوميا منذ مطلع الشهر الجاري، مقارنة بمتوسط 1.2 مليون برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول الفائت.
كذلك، تحسنت معنويات أسواق النفط الخام، مع إعلان الصين عن تباطؤ نمو إصابات مواطنيها بالمرض، وارتفاع الحالات التي شفيت بشكل تام، رافق ذلك إعلان البنك المركزي الصيني الأسبوع الماضي خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتراض والاستثمار.
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg جزيرة ام اند امز