كورونا في المغرب.. التراخي العام يُثير القلق
انتقل فيروس كورنا في المغرب من تهديد صحة المواطنين إلى تهديد الاقتصاد، في وقت يدعو خبراء إلى التعايش معه عبر التلقيح والاحتراز.
وفي الوقت الذي أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، عن تسجيل 1677 إصابة جديدة بـ(كوفيد-19) مقابل تعافي 391 شخصا، خلال الـ24 ساعة الماضية. شدد وزير الصحة المغربي على أن العالم يمضي نحو التعايش مع الفيروس.
كورونا لم يعد مضرا
قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي، خالد آيت الطالب، إن "العالم كله اليوم يتجه نحو التعايش مع فيروس كورونا المستجد، الذي لم يعد مضرا بالصحة.. العالم اليوم كله يتحرر ويحاول التعايش مع هذا الفيروس، وذلك بعد المناعة التي حققناها بفضل التلقيح، وكذلك المناعة العادية التي اكتسبناها بسبب الإصابة التي تم تسجيها".
وأضاف الوزير، خلال جلسة الإجابة على أسئلة أعضاء مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، أن الفيروس أصبح مضرا بالاقتصاد ومضرا لعدة أمور أخرى.
وأبرز المسؤول الحكومي، أن "المسؤولية اليوم فردية، إذ يجب أن يحافظ كل شخص على نفسه وعلى ذويه".
كما دعا آيت الطالب إلى الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وحث المواطنين الذين لم يتلقوا اللقاح بعد على التوجه إلى المراكز الصحية للخضوع للتلقيح.
ورغم ارتفاع عدد الإصابات المسجلة جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، طمأن وزير الصحة والحماية الاجتماعية المغربي، خالد آيت الطالب، المواطنين، وقال إن "الحالة الوبائية في المغرب ظلت مستقرة لأزيد من 15 أسبوعا، وهي مرحلة تميزت بضعف الإماتة والحالات الحرجة".
متحور أوميكرون أقل فتكا من دلتا
وأبرز الوزير أن "أقسام الإنعاش المخصصة للمصابين بفيروس كورونا المستجد فارغة حاليا".
وأضاف المتحدث عينه، أن "نسبة ملء أسرة الإنعاش المخصصة للحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا لا تتجاوز 0.36 في المائة".
وأشار المسؤول الحكومي، إلى أن متحور "أوميكرون" المنتشر في المغرب حاليا يتميز بكونه أقل فتكا من متحور "دلتا" السابق.
وكشف أن سبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الأيام الأخيرة، لتزايد حركة المواطنين والتراخي في الالتزام بالتدابير الاحترازية.
ولفت الوزير إلى أن كثرة تنقل المواطنين وعودة الحياة إلى طبيعتها، فضلا عن عدم ارتداء الكمامات في الفضاءات العامة، وعودة المغاربة من مناسك العمرة وفتح الملاعب أمام الجمهور، من أهم أسباب ارتفاع الإصابات.
وشدد المسؤول الحكومي، على ضرورة تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح نظرا لأهميتها في تعزيز المناعة ضد الفيروس.
التراخي العام في المغرب
من جهته، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في النظم والسياسات الصحية، إن هذا الارتفاع بدأ بعد عطلة عيد الفطر ونهاية شهر رمضان الكريم، وذلك بسبب تحركات المغاربة في هذه المناسبة والتجمعات العائلية خلال هذه الفترة.
وأضاف "حمضي" في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هناك تراخ عام وليس هناك احترام للإجراءات الفردية ولا الجماعية ولا حتى الحدود الدنيا من الإجراءات الصحية الموصى بها مثل التباعد ووضع الكمامة في الأماكن المغلقة.
وأضاف الباحث في النظم والسياسات الصحية، أنه يوجد أيضا "السلام بالعناق والتجمعات إضافة إلى عدم إجراء تحاليل لدى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس".
وأوضح أن الموجة الأولى التي كانت بالمغرب كانت تخص انتشار فيروس كورونا من فصيلة " BA1" ، مشيرا إلى أنه حاليا يوجد في المغرب الفيروس المتحول " BA2 " الأكثر انتشارا وسرعة من النسخة الأصلية لكورونا.
كما حذر المختص نفسه من أن "نقص المناعة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا أو الذين تلقوا جرعات التلقيح تحميهم من الوفاة بسبب الفيروس ولكنها لا تحميهم من الإصابة من جديد بالفيروس، حيث تنخفض المناعة لدى الأشخاص الذين تلقوا التلقيح سابقا".
تداعيات مختلفة
وحول التدعيات التي يمكن أن تنشأ عن هذا الارتفاع، أكد الباحث في النظم والسياسات الصحية، أن الأشخاص الذين يفوق سنهم 60 عاما، هم الذين يُعتبرون عرضة للخطر.
وأوضح أن هذا بسبب وجود الأمراض المزمنة كضغط الدم والسكري والسمنة والسرطان أو أمراض أخرى، وخصوصا منهم الذين لم يتلقوا جرعات التلقيح التي أوصت بها السلطات الصحية المغربية سواء منها الأولى أو الثانية أو الثالثة، حيث سيكونون أول الضحايا.
وأضف أنه مع بداية موسم الصيف والعطل والتجمعات العائلية سيكون هناك زيادة في عدد الحالات، إضافة إلى أن متحور " BA2 " سيزيد من انتشاره فيما سيأخذ " BA5 " هو الآخر مكانه في وسط الإصابات.
وأكد أن " متحور "BA5" لم ينتج عنه ولله الحمد وفيات كثيرة كنسخته الأولى "BA1"، مضيفا أن "هناك دول مثل جنوب إفريقيا أو البرتغال أو فرنسا، والتي بدأ فيها BA5 يرتفع دون ارتفاع في عدد الوفيات والذي يهدد المنظومة الصحية".
وأشار إلى أنه "لابد لهذه الفئات من تلقي الجرعات الأولى والثانية والثالثة في أسرع وقت من أجل حماية أنفسهم وعائلاتهم من خطر الإصابة بهذا الفيروس، كما أن انتقال كورونا يتم في المكان المغلقة حاليا والأمر الذي يستدعي وجود التهوية ووضع الكمامة".
وتوقع الخبير في السياسات والنظم الصحية "عدم وجود أي ضغط على المنظومة الصحية رغم ارتفاع الإصابات بالرغم من وجود وفيات أو عدم وجود تلقيح لدى عدة أشخاص".
وأبرز المتحدث نفسه، أن أي إجراءات يمكن أن تتخذها السلطات المعنية تبقى رهينة بالوضع الوبائي وخطورة الوضع الصحي وانتشار الفيروس.
إصابات كورونا في المغرب
في الإطار ذاته، قال وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، في نشرتها اليومية حول حصيلة الإصابات بكورونا، أن 6 ملايين و489 ألفا و371 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس.
وأضافت أن عدد الملقحين بالجرعة الثانية إرتفع إلى 23 مليونا و327 ألفا و71 شخصا، مقابل 24 مليونا و844 ألفا و104 أشخاص تلقوا الجرعة الأولى.
وأبرز المصدر نفسه، أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و177 ألفا و842 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس/آذار 2020.
وأشارت وزارة الصحة المغربية، إلى أن مجموع حالات الشفاء التام، بلغ مليونا و154 ألفا و507 حالات، بنسبة تعاف تبلغ 98 في المائة.