كورونا يُعيد الشعبية لهذه المنتجات المزعجة
جائحة كورونا مثلت هجمة مرتدة أعادت لتلك المنتجات اعتبارها وشعبيتها بعد أن واجهت حربا ضروسيا بوصفها "مزعجة وفوضوبة"
قبل أشهر واجهت منتجات الدراجات والسكوتر الكهربائية حربا ضروسا من بعض السلطات وجماعات المستهلكين بوصفها "مزعجة وفوضوية"، لكن جائحة كورونا مثلت هجمة مرتدة أعادت لتلك المنتجات اعتبارها وشعبيتها.
وعادت شعبية السكوتر في المدن التي تبحث عن خيارات نقل جديدة مع خروجها من العزل، خاصة وأنها صغيرة وتستخدم في الهواء الطلق وتضمن تباعدا اجتماعيا ممتازا.
ويقوم حاليا بعض مشغلي "وسائل التنقل الصغيرة" التي تراجعت مبيعاتها أو توقفت خلال أزمة كورونا، بالتوسع لتلبية الطلبات المتزايدة على منتجاتهم.
وقال ديفيد شبيلفوغل كبير مسؤولي السياسات في شركة "لايم" التي أعادت إطلاق دراجاتها في معظم المدن العاملة فيها والتي يزيد عددها عن 100، إن "الناس في حاجة ماسة إلى التنقل في الهواء الطلق حيث يمكنهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي".
وأوضح أن مسؤولي المدن رحّبوا بفكرة هذه الدراجات والسكوتر الكهربائية رغم موقفهم المعاكس قبل أشهر.
وأضاف "لقد حدث تغير كبير في موقف المدن من وسائل التنقل هذه، وبدأت تعتبرها أساسية في نظام النقل الذي سيزدهر في فترة ما بعد الوباء بعدما كانت تراها وسيلة لتنقل السياح فقط".
وتابع "تخشى المدن أن يعود الناس إلى استخدام السيارات، لذلك يرون ذلك كخيار جيد".
وكشفت شركة "سبين" أخيرا عن خطط لإطلاق دراجاتها الإلكترونية المشتركة في كولونيا ومدن ألمانية أخرى، وستتوسع في المدن الأمريكية بما فيها أتلانتا.
وقالت الشركة إنها شهدت زيادات أسبوعية في استخدام السكوتر الكهربائية بحوالي 30% منذ أبريل/ نيسان.
وأوضح إيوين بون الرئيس والمؤسس المشارك لشركة "سبين" أن السكوتر الكهربائية "تستخدم الآن أكثر من أي وقت مضى كوسيلة للتنقل بدلا من استخدامها لأغراض ترفيهية".
وأشارت شركة "بيرد" إلى أن الأعمال تشهد ازدهارا بحيث ازداد معدل استخدام الدراجات والسكوتر الكهربائية في أمريكا الشمالية بمعدل الضعف مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.
وكتبت في منشور على مدونتها "في كل أنحاء العالم، يجرّب عدد متزايد من الأشخاص هذه الوسائل للمرة الأولى".
وفي الأشهر التي سبقت الوباء، كان بعض المسؤولين المحليين يعتبرون أن الدراجات والسكوتر الكهربائية مصدر إزعاج وتخلق "فوضى" على الرصيف.
لكن الوباء غيّر المشهد برمته مع الخشية من تراجع عدد مستخدمي وسائل النقل التقليدية بنسبة 70 إلى 90 %.
وقالت سوزان شاهين المديرة المشاركة لمركز أبحاث استدامة النقل في جامعة كاليفورنيا في بيركلي "لقد غير الوباء قطعا الطريقة التي تنظر بها المجتمعات إلى وسائل التنقل الصغيرة".
وتابعت "تشير أدلة مبنية على الملاحظة إلى أن الكثير من المجتمعات تنظر إلى هذه الوسائل كاستراتيجية مهمة للحفاظ على التباعد الاجتماعي/الجسدي مع إعادة انطلاق العجلة الاقتصادية".
ويشهد ركوب الدراجات التقليدية أيضا ازدهارا في العديد من المناطق الحضرية مدفوعا بالممرات الجديدة المخصصة لها وللسكوتر الكهربائية كذلك.
وقالت آني تشانغ رئيسة "إس إيه إي إنترناشونال" ومؤلفة تقرير عن تأثير كوفيد-19 على وسائل النقل إن الجائحة "خلقت أرضا خصبة" لازدهار هذه الوسائل الصغيرة مضيفة "أعتقد أن الناس بدأوا يرون قيمة المركبات الصغيرة وستزداد هذه القيمة مع تحسن التكنولوجيا".