جاءت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لتغير الكثير من الحسابات، على مختلف الأصعدة؛ الصحية والاقتصادية والسياسية وغيرها
جاءت أزمة كورونا المستجد (كوفيد-19)، لتغير الكثير من الحسابات، على مختلف الأصعدة؛ الصحية والاقتصادية والسياسية وغيرها، مما انعكس بشكل تلقائي على المجتمعات والأفراد، فتغيرت السلوكيات، واختلفت الأولويات، لم نكن نعتقد أننا نملك القدرة على التزام المنزل، حتى جاءت هذه الأزمة التي أرغمتنا على ذلك، واستجبنا حتى الآن طواعية، لأجل بلادنا وأحبابنا.
ومع تغير نمط الحياة، تغيرت العديد من العادات والسلوكيات والانفعالات (الإيجابية والسلبية)، فتغيرت طريقة قضاء أوقاتنا، وزاد احتكاكنا بأفراد أسرنا، وتأثرت بذلك الميزانية الأسرية، سواء بشكل سلبي فصرنا نصرف أكثر، أو بشكل إيجابي، فزادت معدلات الادخار واختلفت معها أولويات الصرف.
راقب بنود ميزانيتك، وابدأ بإنشاء واحدة إذا لم تكن تملك، فهذه فرصة عظيمة للبدء، وتتبع مصروفاتك بعناية، ستلاحظ انخفاض الإنفاق على بند الترفيه، والوقود، كما يجب أن يقل صرفك على الوجبات الخارجية.
فإذا تأملنا الواقع من حولنا، فجميع المرافق الترفيهية والمراكز التجارية مغلقة حتى إشعار آخر، وعدد من الأنشطة التجارية توقفت، والمناسبات الاجتماعية تأجلت، وخطوط الطيران عُطِّلت، وحدود البلدان غُلِّقت، حتى الدراسة والعمل أصبح "عن بعد" من المنزل، مما أدى إلى تقليل الإنفاق على خدمة التزود بالوقود، فأين تم توجيه إنفاق الأموال التي كانت تصرف على جميع ما سبق ذكره؟
راقب بنود ميزانيتك، وأبدأ بإنشاء واحدة إذا لم تكن تملك، فهذه فرصة عظيمة للبدء، وتتبع مصروفاتك بعناية، ستلاحظ انخفاض الإنفاق على بند الترفيه، والوقود، كما يجب أن يقل صرفك على الوجبات الخارجية؛ لتجنب مخاطر انتقال الوباء قدر الإمكان، وقد تلاحظ زيادة في مصروفات المواد الغذائية للمنزل، بسبب إجراءات برنامج التعقيم الوطني والتباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل، وحتى تستطيع إدارة ذلك، عليك بالتوازن بين الزيادة في بعض البنود مقابل التقليل في بنود أخرى.
فيما يلي، عدد من النصائح المالية المهمة، التي من شأنها مساعدتك على تجاوز الأزمة بأقل تكلفة ممكنة:
1. استفد من انخفاض الإنفاق على الأمور الترفيهية الخارجية، وحاول ادخار هذه الأموال، والاستعداد للمرحلة القادمة، فلا أحد يدري ما قد يحصل (بعض الأشخاص قد يخسرون وظائفهم، وغيرهم قد يغلقون مشاريعهم، و قد يبقى الكثير على رأس عمله ولكن تقل أجورهم، وقس على ذلك أسوأ الاحتمالات)، كن مستعدًا، ولكن حافظ على إيجابيتك دومًا، فإذا لم يحدث شيء، فقد كسبت مبلغًا إضافيًا.
2. قلل الإنفاق على الأمور الكمالية بشكل عام، وأجّل كل شيء تستطيع تأجيله، واحرص على كبح جماح رغبتك في الاستفادة من العروض الترويجية الكثيرة.
3. لا تقدم على اقتراض أي مبلغ مالي، يضيف عليك التزامات جديدة، فإنك ستتلقى العديد من العروض في الفترة القادمة، إذا لم يكن وصلك عدد منها.
4. كن حذرًا جدًا في أي قرار استثماري في هذه الفترة، واستشر خبيرًا تثق في علمه وخبرته، فقد يكون احتفاظك بالنقد (الكاش) في هذا الوقت هو الأهم.
5. اشغل نفسك وأسرتك بمختلف الأنشطة في المنزل، بالتخطيط والتوعية والترفيه الجماعي (حتى باسترجاع الألعاب التقليدية، وتعليمها للأبناء)، فهذا من شأنه تقليل وقت الفراغ أو الملل، وتوجيه التركيز على أمور مفيدة بعيدة عن مغريات العروض التجارية والتسوق الإلكتروني.
لهذه الأزمة العديد من الأوجه الإيجابية، على مختلف الأصعدة؛ الشخصية والاجتماعية والعلمية والعملية وغيرها، لنحرص على الاستفادة القصوى منها، فقد جاءت في وقت عذرنا الرئيس فيه "كثرة الالتزامات، والضغوط الاجتماعية"، فهل ما زال هذا العذر صالحًا حتى الآن؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة