التلقيح ضد كورونا في المغرب.. عزم القيادة وانخراط الشعب
منذ الأيام الأولى لبدء تفشي فيروس كورونا، برز الدور الريادي للعاهل المغربي الملك محمد السادس في التصدي لهذه الجائحة غير المسبوقة.
فضل الملك محمد السادس سلامة الشعب على الاقتصاد، مروراً بتبرعه الشخصي لصندوق كورونا، ثُم أوامره بدعم المتضررين من الجائحة، ووصولاً إلى تعليماته الشخصية بتعميم التلقيح مجاناً على المغاربة والمُقيمين بالمملكة.
رسائل ودلالات
بخُطوات واثقة، اتجه العاهل المغربي نحو المكتب الذي كان يقف بجانبه أحد أعضاء الفرق الطبية، أزال سترته وكشف عن ذراعه، مُستقبلاً أولى جرعات التطعيم المُضاد لكورونا، ليكون بذلك أول شخص في المملكة يقوم بهذه العملية، مُعطياً الإشارة ببدء عملية تلقيح غير مسبوقة في تاريخ المملكة.
الصحفي والباحث، ناصر الكواي، عدد لـ"العين الإخبارية" مجموعة من الدلالات لهذه الصورة التاريخية، موضحاً أنها أولا إعطاءٌ للانطلاقة الفعلية لحدث كبير هو الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس التاجي، ثانيا هي دليلة قاطع على إقران القول بالفعل لدى السلطة الأعلى في البلاد، وقد حققت الهدف المنشود منها إلى حد كبير بالنظر للتفاعل الشعبي معها.
ولأن التواصل الملكي جد مدروس، يورد المتحدث، فقد كشفت القنوات الوطنية حتى نوعية اللقاح الذي حقن منه الملك، وفي ذلك مزيد طمأنةٍ للمترددين من الفئة المستهدفة من المواطنين والمقيمين في المملكة بهذه العملية الأضخم في تاريخ المغرب، خاصة في ظل تناسل الأخبار الزائفة في مثل هذه الظرفية الحساسة التي تجتازها بلادنا والعالم.
هناك إشارة أخرى تنطوي عليها المبادرة الملكية، وهي العدالة في الوصول إلى التطعيم، والشفافية في العملية، والمصداقية التي يضمنها رأس الدولة بما له من مكانة، وهذا يجعل المغرب من الدول الأولى والقليلة التي خاض قادتها تجربة مماثلة خدمة للصالح العام، بحسب "الكواي".
طمأنة
قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس، بأن يكون أول المُلَقَحين له دلالات ورسائل أخرى، يُؤكد المُحلل السياسي مُحمد شقير لـ"العين الإخبارية" أن أولها طمئنة للمغاربة بشأن جودة اللقاحات وفعاليتها، خاصة وأن موجة من الشائعات حامت حولها في الآونة الأخيرة.
للملك مكانة خاصة في قلوب المغاربة، وأيضاً في القوانين التي يُعتبر الدستور أسماها، ناهيك عن العلاقات التاريخية الطويلة بين الشعب والعرش المُنبنية أساساً على المحبة والثقة، ما يجعل تدشينه لهذه الحملة الفريدة من نوعها في تاريخ البلاد تشجيع مُباشر للمغاربة على الإقبال على اللقاح.
تصريح "شقير" لـ"العين الإخبارية" أكد فيه أن الملك بهذه الخُطوة أعطى المثال، وبدد جميع المخاوف التي انتشرت خلال الأسابيع القليلة التي سبقت انطلاق العملية، خاصة فيما يتعلق بتداعيات اللقاح وانعكاساته على صحة المواطنين.
ظهور الملك وهو يتلقى اللقاح من شأنه تشجيع الكثير من المواطنين، ومنحهم الثقة في اتخاذ نفس الخُطوة، كما أنه بدد كُل الشكوك المُتداولة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليمات سامية
وبتعليمات سامية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، شرع المغاربة والمُقيمون في المملكة المغربية، في تلقي التطعيم المُضاد لفيروس كورونا المُستجد بالمجان.
وفي أقل من أسبوع، تم تطعيم أكثر من 300 ألف شخص، ضمن المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا.
وتستهدف المملكة المغربية في المرحلة الأولى من هذه الحملة، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض "كوفيد-19" ومضاعفاته، وهم الطواقم الطبية الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما، والسلطات العمومية والجيش الملكي، وكذا نساء ورجال وزارة التعليم ابتداء من 45 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق.
كما ستشمل العملية، في مرحلة أولية، المناطق التي تعرف نسبة مرتفعة من حالات الإصابة بمرض"كوفيد-19"، قبل أن يتم تعميمها بشكل تدريجي على باقي جهات وأقاليم المملكة.
وسبق لوزارة الصحية أن كشفت في بيان لها، وصل "العين الإخبارية" نُسخة منه، أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، اقتنت المملكة المغربية كمية من اللقاحات لفائدة 33 مليون نسمة، (66 مليون جرعة من اللقاح).
وتوصلت المملكة بدفعتين من اللقاحات، الأولى من لقاح "أسترازينيكا، والثانية “سينوفارم“ الصيني، فيما يُنتظر أن تصل دُفعات أخرى خلال الأيام والأسابيع المُقبلة.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMzgg جزيرة ام اند امز