"الصحة العالمية" تكشف تفاصيل "تحقيقات كورونا" بووهان
قال كبير خبراء منظمة الصحة العالمية في ووهان، الخميس، إن الفريق الذي يزور الصين أجرى مناقشات "صريحة جداً" مع العلماء الصينيين حول منشأ فيروس كورونا، بما في ذلك فرضية تسربه من مختبر للفيروسات.
وقال بيتر بن امبارك إن المحادثات تناولت مزاعم تناقلتها وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع، بعد يوم من زيارته وفريقه مختبر ووهان للفيروسات، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
ومن دون أن يتطرق إلى فرضيات محددة، وصف بن امبارك بعضها بأنه بعيد عن كل تصور عقلاني، مؤكداً أن المحققين لن يضيعوا الوقت في مطاردة أكثر المزاعم غرابة.
وقال اختصاصي سلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عبر الهاتف من ووهان، المدينة الواقعة في وسط الصين حيث سُجلت أولى الإصابات بفيروس كورونا في ديسمبر/كانون الأول 2019: "كانت المناقشات صريحة للغاية".
وأضاف بن امبارك الذي عمل في مكتب منظمة الصحة العالمية في بكين لمدة عامين ابتداء من عام 2009: "ناقشنا الكثير من النظريات الشهيرة وما إلى ذلك وما جرى لشرحها".
وبعد انتهاء الحجر الصحي الذي التزموا به مدة 14 يوماً الأسبوع الماضي، زار خبراء منظمة الصحة العالمية عدداً من المواقع البارزة التي لها صلة بمنشأ الفيروس، بما في ذلك سوق للمأكولات البحرية حيث سُجلت أولى الإصابات.
وكانت زيارة معهد ووهان للفيروسات، الأربعاء، من أبرز المهام على جدول أعمال الخبراء بسبب فرضيات أثارت جدلاً بطرحها أنه مصدر الوباء.
يجري علماء هذا المختبر أبحاثاً عن بعض أكثر الأمراض خطورة في العالم، بما في ذلك سلالات فيروسات تاجية تصيب الخفافيش مشابهة للفيروس المسبب لـ"كوفيد-19".
فقد سرت تكهنات في بداية انتشار الوباء بأن الفيروس قد يكون تسرب عن طريق الخطأ من المختبر في ووهان، رغم عدم وجود دليل يدعم مثل هذه الفرضية.
وأوضح بن امبارك أن المناقشات مع علماء المختبر كانت مفيدة لفهم موقف العاملين فيه "بالنسبة للعديد من هذه التصريحات والادعاءات التي شاهدها الجميع وقرأ عنها في الأخبار".
وبدا أنه يرفض بعض هذه الفرضيات بوصفه الكثير من التكهنات بأنها تنفع أن تكون "سيناريوهات ممتازة لأفلام ومسلسلات جيدة للسنوات المقبلة".
كما أكد أن محققي منظمة الصحة العالمية "يتبعون العلم والحقائق للوصول إلى استنتاجاتهم".
وقال لوكالة "فرانس برس": "إذا بدأنا في ملاحقة سراب والجري خلفه هنا وهناك فلن نحقق أي تقدم على الإطلاق".
زار الفريق مختبر "بي4" في المعهد والخاضع لأقصى متطلبات السلامة البيولوجية في آسيا كونه مجهزاً للتعامل مع مسببات الأمراض الأخطر من الفئة 4 مثل إيبولا.
وقال بن امبارك إن الرحلة إلى ووهان التي من المقرر أن تنتهي الأسبوع المقبل، لن تؤدي إلى استنتاج نهائي بشأن كيفية انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر.
وأضاف: "لن نتوصل إلى فهم كامل نهائي لمنشأ هذا الفيروس، لكنها ستكون خطوة أولى جيدة، ستكون أفضل طريقة قوية وواضحة جداً لشرح كيف يمكن المضي قدماً".