نقص اللقاح يضرب أوروبا في معركة كورونا.. حيرة وغضب
تتوالى الضربات لاستراتيجية التطعيم الأوروبية، إذ أبلغت شركة موديرنا الاتحاد الأوروبي أنها ستسلم جرعات أقل من المتفق عليه في فبراير.
وفي وقت سابق من مساء السبت، كتب عمدة مدينة هامبورغ الألمانية، بيتر تشينتشر على تويتر: "أبلغتنا المستشارية للتو أن موديرنا قللت عدد الجرعات المتفق على تسليمها"، دون ذكر أسباب الشركة لاتخاذ هذه الخطوة.
ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن مصادر لم تسمها أن أزمة لقاح موديرنا تتفاقم في الأسبوع الثاني من فبراير، وهو الأسبوع الذي من المقرر أن تسلم فيه الشركة جرعات متفق عليها من اللقاح لأوروبا.
ووفق الصحيفة، فإن حصة ألمانيا وحدها من لقاح موديرنا في الأسبوع الثاني من فبراير تعاني نقصا يصل إلى 43 ألف جرعة.
فيما لا يعرف حتى الآن مقدار النقص في حصص الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، إذ يتسلم التكتل حصته كاملة من الشركة ثم يقوم بتوزيعها على الدول الأعضاء وفق نظام داخلي معمول به.
ومن المقرر أن تجري المستشارة أنجيلا ميركل وحكام ولايات ألمانيا الـ16، وممثلو شركات اللقاحات ومفوضية الاتحاد الأوروبي، الإثنين المقبل، مشاورات حول مشاكل إمداد اللقاحات والقدرات الإنتاجية الجديدة المحتملة وغيرها من الصعوبات التي تكتنف عملية التطعيم في ألمانيا.
لكن من غير المرجح صدور قرارات محددة عن هذا الاجتماع، وفق ما ذكره المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن زايبرت، في تصريحات صحفية الجمعة.
واندلعت أزمة اللقاحات في ألمانيا وأوروبا بوجه عام إثر عدم التزام الشركات المصنعة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، وخاصة أسترازينيكا، بتسليم الجرعات المتفق عليها في الربع الأول من هذا العام، رغم مساهمة بروكسل المالية الكبيرة في أبحاث التوصل لهذه اللقاحات.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت "فايزر- بيونتيك" أنها ستسلم الاتحاد الأوروبي جرعات أقل من المتفق عليه، لحدوث تغيير مفاجئ في عمليات الإنتاج في مصنع بلجيكا، قبل أن تعود وتعلن حل المشكلة.
والأمر تكرر مع شركة أسترازينيكا، وبررت الشركة تسليم جرعات أقل بكثير من المتفق عليه، بحدوث مشكلة في أحد المصانع، وحتى الآن لم تعلن الشركة حل المشكلة.
ومع الحديث عن لقاحات فعالة قبل أشهر، اختارت ألمانيا تبني نهج أوروبي، أي سياسية أوروبية موحدة، في شراء جرعات اللقاح، بحيث يشتري التكتل احتياجاته ويوزعها على الدول الأعضاء في صورة حصص، وهو ما يحرك كثيرا من الانتقادات للحكومة الألمانية نتيجة العدد المحدود من اللقاحات التي حصلت عليها البلاد حتى اليوم.
وحصل الاتحاد الأوروبي على حصص قليلة من لقاحات طورت وصنعت على أراضيه، مقارنة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، حيث يشكل الاتحاد الأوروبي في حصول هذه الدول على حصص كبيرة على حساب حصة التكتل.