لقاح كورونا يفجر خزائن الذهب.. موجة بيع في الأفق
بعد أن حاز الذهب على أموال شريحة كبيرة من المستثمرين حول العالم منذ مطلع العام 2020، تدب الآن مخاوف في قلوب حائزي المعدن الأصفر.
حقق المعدن النفيس استفادة قوية من حالة القلق التي انتابت أسواق المال جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، حتى بات الملاذ الأكثر أمانا لمدخرات واستثمارات المؤسسات والأفراد.
أداء قوي
واصل الذهب خلال أول عشرة أشهر من عام 2020، الأداء القوي الذي أحرزه العام الماضي، ولكن هذه المرة بفضل الجائحة التي أدت إلى وصول الذهب حتى الأسبوع الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي إلى أعلى من مستوى 1950 دولارا للأوقية.
استفاد الذهب من ضخ البنوك المركزية والحكومات لاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا حزمة تريليونية من الدولارات لإنعاش الاقتصاد من تداعيات الجائحة.
لم تقف العوامل الداعمة للمعدن الأصفر عند هذا الحد، بل أن انخفاض أسعار الفائدة إلى مستويات متدنية قرب الصفر وضعف الدولار الأمريكي، عزز موقف وجاذبية الذهب.
وفي ضوء ذلك شهدت العشرة أشهر الأولى من العام تسجيل صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات وافدة بنحو 900 طن، أي ضعف إجمالي تدفقات 2019 بالكامل.
تحول الدفة
شهد أخر أسبوعين تطورات جذرية أسفرت عن انطفاء لمعان الذهب كأحد أهم الأصول المالية، حيث أعلنت كل من شركة فايزر وشركة مودرنا تطوير لقاح بفعالية تصل إلى 95% و94.5% على الترتيب.
هذه الأنباء كانت كافية بأن تشير إلى بوادر تخفيف الضغوط على الاقتصاد العالمي، ومن ثم تراجع الشراء المكثف في وعاء الذهب كملاذ آمن ومخزن لقيمة الاستثمارات والمدخرات.
وبالفعل سجل المعدن النفيس في 6 نوفمبر/ تشرين الحالي الماضي خسائر بنسبة 4.52% وهو أسوا أداء له منذ يونيو/ حزيران 2020، ليهبط من مستوى 1951.35 دولارا إلى 1863.04 دولارا للأوقية.
وتداول الذهب خلال تعاملات، الإثنين، قرب مستوى 1865.9 دولارا للأوقية، حتى الساعة 12 ظهرا بتوقيت جرينيتش.
ومع ذلك يظل الذهب محققا مكاسب بنحو 23.2% منذ بداية العام حتى الآن، وفقا لحسابات بلومبرج.
التضخم يحيي الآمال
رغم هذا التحول الجذري، إلا أن المعدن الأصفر ما زال يمتلك فرصا جيدة لمعاودة الصعود، إذ يتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن يتخذ اتجاها صاعدا، في ضوء مخاوف ارتفاع التضخم، في ظل توقعات ضخ حزم تخفيز إضافية، وتراكم الديون الحكومية، واحتمالات بقاء الفائدة عند معدلات منخفضة.
- أسعار الذهب اليوم.. المعدن الأصفر يرضخ لضغوط لقاح الفيروس
- ويتفق مع هذا التوجة، بنك سيتي جروب الذي يرشح الذهب لتسجيل مستوى قياسي جديد العام المقبل، بدعم من حزم التحفيز ومعدلات الفائدة المتدنية.
كما أشار بنك جولدمان ساكس إلى أن مخاطر الذهب تقف الآن عند أعلى مستوياتها منذ 50 عاما، نتيجة حزم التحفيز المرتقبة.
وفي المقابل، يتوقع بنك الاستثمار ماكوراي جروب أن ينخفض الذهب بشدة حتى يهبط إلى مستوى 1550 دولار للأوقية بنهاية 2020، في ظل الدعم القوي الذي سيوفره لقاح كورونا للاقتصاد العالمي.
كما خفض بنك مورجان ستانلي تقديراته لمتوسط سعر الأوقية إلى 1745 دولار العام الحالي، على أن يرتفع إلى 1835 دولارا العام المقبل.