كورونا يكافح تجارة المخدرات.. وحيل المهربين لا تنتهي
المسؤولة في إدارة مكافحة تجارة المخدرات في فرنسا، ستيفاني شربونييه، تقول إن أسعار المخدرات قفزت بنسبة بين 30 و60%.
أدت حالة العزل العام المفروضة في فرنسا لمواجهة تفشي فيروس كورونا إلى انخفاض حاد في تجارة المخدرات وارتفاع كبير في أسعارها.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، الجمعة، في مؤتمر صحفي، إن تجارة المخدرت شهدت انخفاضاً بنسبة تتراوح بين 30 و40% في فرنسا.
وذكرت المسؤولة في إدارة مكافحة تجارة المخدرات، ستيفاني شربونييه، إن الأسعار قفزت بنسبة بين 30 و60%.
خدمة التوصيل إلى المنازل
وأضافت شربونييه: "لاحظنا زيادة كبيرة في الأسعار. تجار المخدرات حاولوا الالتفاف حول إجراءات العزل العام باستخدام خدمة التوصيل إلى المنازل والبيع من السيارات".
وفرضت فرنسا حالة العزل العام في 17 مارس/آذار وانضمت إلى دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا والنمسا وألمانيا في تشديد الرقابة على الحدود، وبدأت البلاد رفع حالة العزل العام تدريجيا منذ 11 مايو/أيار.
وأدى نقص المخدرات إلى زيادة العنف واندلاع معارك على النفوذ في عدة مناطق.
وقالت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)، الشهر الماضي، إن المجرمين يستخدمون خدمات توصيل الطعام كغطاء لنقل المخدرات وغيرها من السلع غير القانونية خلال أزمة فيروس كورونا، وذلك في ظل لجوء البلدان في أنحاء العالم إلى فرض حالة العزل العام لكبح تفشي الفيروس.
كوكايين في الكمامات
واتبع تجار المخدرات طرقاً عدة للتحايل وتهريب بضاعتهم، ففي 16 أبريل/نيسان الماضي، أُعلِن عن ضبط موظفي الجمارك البريطانيين 14 كيلوجراماً من الكوكايين تقدر قيمتها بنحو مليون جنيه إسترليني (1.25 مليون دولار).
وخبأ المهربون المخدرات في شحنة من الكمامات كانت ستدخل البلاد عبر منطقة جمارك نفق القنال الإنجليزي.
وذكرت وزارة الداخلية أن كمية الكوكايين كانت في 15 رزمة مخبأة في صناديق مليئة بكمامات ضبطت لدى تفتيش شاحنة مسجلة في بولندا كانت متجهة لبريطانيا، وجرى اعتقال بولندي عمره 34 عاماً.
من جانبه، قال دارن هيربرت، مدير عمليات إدارة مكافحة الجريمة في ميناء دوفر: "هذه الضبطية دليل إضافي على الطريقة التي تحاول بها الشبكات الإجرامية استغلال تفشي فيروس كورونا لمصالحها".
ويبلغ حجم سوق الكوكايين في أوروبا أكثر من 10 مليارات دولار.
زيادة الأسعار
وفي 7 مايو/أيار، ذكر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن ما أفضى إليه تفشي فيروس كورونا من تشديد الرقابة على الحدود وإجراءات العزل العام وقلة رحلات الطيران تسبب في زيادة أسعار المخدرات وجعل من الصعب الحصول عليها في أنحاء العالم.
وأفاد المكتب بأن الجائحة لها تأثيرات متفاوتة على إنتاج المخدرات في المناطق المختلفة وعلى تهريبها جواً وبراً وبحراً، لكنه أضاف أن الوضع العام في البلدان التي تستهلك المخدرات متشابه على ما يبدو.
وفيما يجري نقل المواد الأفيونية مثل الهيروين بالكامل تقريباً عبر البر، حيث قد تؤدي زيادة إجراءات التفتيش والفحص لعرقلة الشحنات، فإن الكوكايين يُشحن بحراً بشكل أساسي.
وأوضح المكتب أن زيادة ضبط شحنات الهيروين في المحيط الهندي في الآونة الأخيرة قد يشير إلى ارتفاع شحنات الهيروين إلى أوروبا بحراً.
إغراق أوروبا بالكوكايين
وفي 30 أبريل/نيسان، قال مسؤولون كبار في مكافحة المخدرات إن أباطرة المخدرات بأمريكا اللاتينية أرسلوا شحنات ضخمة من الكوكايين إلى أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية، إحداها كانت مخبأة في شحنة من الحبار.
وقال بوب فان دين بيرج، مسؤول إنفاذ القانون البارز لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: "بناء على ما تمَّ ضبطه من شحنات كوكايين أكبر من المعتاد، يمكن القول إن أوروبا أُغرقت بالكوكايين قبل إجراءات العزل العام".
واستمر هذا الإغراق بالرغم من أن العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك أسواق رئيسية مثل بريطانيا وإسبانيا، تقيد حركة مواطنيها بشدة.
بدوره، قال مايكل أوسوليفان، رئيس مركز التحليل والعمليات البحرية الذي يموله الاتحاد الأوروبي وينسق عمليات اعتراض الشحنات: "ليس للوباء العالمي في اللحظة الحالية تأثير يذكر على تهريب المخدرات بحراً".
وأشار فان دين بيرج إلى أنَّ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ضبط خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام 17.5 طن من الكوكايين في مواني بأمريكا الجنوبية، خصوصاً في البرازيل، كانت متجهة إلى أوروبا.
ولفت إلى أن هذا يمثل زيادة بنحو 20% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.
وضبطت السلطات البلجيكية في أبريل/نيسان، نحو 5 أطنان من الكوكايين في حاوية جاءت من أمريكا اللاتينية في ميناء أنتويرب، الذي كان نقطة دخول الكوكايين الرئيسية إلى أوروبا العام الماضي إذ شهد اعتراض أكثر من 60 طناً.