كيف نجا جميع نزلاء دار مسنين إيطالية من كورونا؟
من أجل حماية نزلاء دار رعاية كبار السن من الإصابة بالفيروس التاجي، تخلى 16 عاملا صحيا عن رؤية أسرهم وأحبائهم
بطولة جديدة سجلها عاملون صحيون في إحدى دور المسنين في إيطاليا، بعد إغلاقهم المبنى بالكامل عليهم، هم وأكثر من 80 مسنا لأكثر من شهر، لحماية المسنين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
ومن أجل حماية نزلاء دار رعاية كبار السن Domus Patrizia الواقع في مدينة ميلانو الإيطالية بشمالي البلاد من الإصابة بالفيروس التاجي، تخلى 16 عاملا صحيا عن رؤية أسرهم وأحبائهم، لرعاية الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والنجاة بهم بالفعل دون أي وفيات أو إصابات، حسب موقع "فان بيدج" الإيطالي.
وأغلق العاملون الـ16 في مجال الصحة الاجتماعية التابعين لشركة Cooperativa Sociale Virtus على أنفسهم داخل دار الرعاية، الذي يضم نحو 81 من كبار السن بمتوسط عمر الـ90 عاما، منذ 31 مارس ومستمرين حتى 3 مايو المقبل.
وعلى عكس الأمر الشائع الحدوث في هذه الفترة الحرجة من انتشار الوباء ووفاة عدد كبير من المسنين حول العالم جراء الإصابة بكورونا، لم يصب أي من النزلاء الـ81 في الدار بالفيروس التاجي.
وعلق رئيس شركة Cooperativa Sociale Virtus جياني كوبولا عن بطولة وإنسانية العاملين "كان على العاملين الـ16 المغادرة، ولكنهم اقترحوا البقاء حتى 3 مايو، وعلى الرغم من كونهم آباء وأمهات ولديهم أسر قرروا -حبا للمسنين- البقاء لحمايتهم ورعايتهم بشكل محترف، وهم مستمرون حتى الـ3 من مايو، لتجنب إصابة النزلاء بالمرض".
وأضاف "أنا فخور بعمالي، فالأمر لم يحتج منهم سوى القليل من التفكير، وفي غضون ساعتين كانوا جميعا مستعدين للبدء".
وترجع فكرة إحضار فريق عمل متخصص لرعاية المسنين إلى مالكة الدار مانويلا ماساروتي، والتي بدأت بالفعل في تقليل زيارات الأقارب للمسنين منذ الـ23 من فبراير الماضي، بالإضافة إلى اعتماد بعض الإجراءات لمنع العدوى، مثل وضع الماسح الحراري عند المدخل لقياس درجة الحرارة لجميع العمال، وفرض ارتداء الأقنعة الواقية عند المدخل.
وزودت المنشأة أيضا العمال بالمطهرات، بينما قدمت الشركة الأقنعة الواقية لموظفيها الذين تعاملوا مع الموقف على محمل الجد وتصرفوا مع المسنين وكأنهم مصابون ويحتاجون إلى رعاية خاصة.
الجدير بالذكر أن ثبات مالكة الدار كان أحد مفاتيح منع الفيروس من الدخول، إذ لم يكن بعض الأقارب سعداء بقرارها بتحديد الزيارات، لدرجة أن بعضهم وقف أمام الباب لمدة ساعة يطلبون الدخول، بينما تفهم العديد منهم للأمر بعقلانية شديدة.
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg جزيرة ام اند امز