3 توائم.. مواليد تحت حجر "كورونا" في غزة
الأم تتعرض إلى مصاعب شديدة بعد إجراء عملية الولادة في القدس، إذ تم حجز أطفالها الـ3 قبل السماح لها بالعودة إلى غزة
دخل قطاع غزة مرحلة التدابير الصارمة، بعد ظهور 12 حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد "كوفيد- 19"، ولم ينجُ من هذه التدابير أم ولدت حديثاً 3 توائم في مستشفى المطلع في القدس.
وتعرضت الأم إلى مصاعب شديدة بعد ولادتها، وحجز أطفالها الـ3 قبل السماح لها بالعودة إلى غزة، لتجد نفسها والتوائم في شقة يشغلها معهم عدد من النساء المحجور عليهن احترازياً.
وقالت أم جاد لـ"العين الإخبارية": "اضطررت إلى عملية زراعة أنابيب لإنجاب أطفالي، بعد تعذر الحمل الطبيعي، ويوم أن نجح الحمل واقترب موعد الولادة اضطررت إلى مغادرة قطاع غزة إلى مستشفى المطلع، وفق نصائح الطبيب المشرف على عملية الزراعة، وكان هذا قبل ظهور جائحة كورونا في العالم".
وأضافت: "بعد أن ولدت توائمي الـ3 جاد وجود وجوري، فوجئت بإدارة المستشفى تطلب مني ترك سريري والمغادرة، وترك أطفالي بالحضانة إلى فترة يستقر فيها وضعهم الصحي، بحجة الاكتظاظ ومرضى ضيق التنفس، ولكنني رفضت ترك القدس قبل أن آخذ أطفالي معي عائدة إلى غزة".
وتابعت: "اضطررت إلى الإقامة لدى معارف لي في القدس بجوار المستشفى، لمدة أربعين يوماً، وفي هذه الفترة كان وباء كورونا ينتشر بشكل كبير، والقلق من قبل إدارة المستشفى يزداد، فطلبت أطفالي قبل استكمال فترة الحضانة خوفاً من العدوى، ولكنهم رفضوا في البداية طلبي لأن وضع ابني جاد غير مستقر خلاف شقيقتيه اللتين كان وضعهما أفضل منه، ولم أخضع لرغبة المستشفى بترك جاد والعودة إلى غزة، بل بقيت حتى وافقت إدارة المستشفى بإعطائي ابني والعودة بهم إلى قطاع غزة".
وأضافت الأم الشابة: "لم يكن القرار سهلاً، وكل شيء على مسؤوليتنا، وعند وصولنا إلى معبر بيت حانون (إيرز) فوجئنا بالأمن يخضعنا لحراسة مشددة، واصطحبونا إلى شقة في محافظة دير البلح؛ وسط قطاع غزة، للحجر الصحي والتأكد من سلامتنا الصحية، وعدم تعرضنا لعدوى فيروس كورونا".
واستطردت: "فور وصولنا إلى الشقة جاءت طبيبة متخصصة، وفحصت التوائم الثلاثة، وتأكدت أن وضعهم الصحي مستقر، وتم تزويدنا ببعض المستلزمات التي يحتاجها الأطفال، ومنحنا غرفة في شقة يسكنها 6 نساء أخريات، وأنا ووالدتي وأطفالي الثلاثة في غرفة، بينما المنافع والمطبخ مشترك مع المحجور عليهن معنا، ولا أقول إن الأمر سيئ، ولكن هذه البيئة ليست صحية للأطفال الثلاثة، كما أن نادراً ما يحضر طبيب متخصص أو طبيبة لفحص التوائم".
وعن الوضع النفسي الذي تعيش فيه، قالت: "لم نستطع لقاء والد الأطفال ولا الأهل، كما أن التواصل معهم كله كان عبر المحمول، وإلى اليوم الأب لم يرَ أطفاله، وما نعيشه من حالة نفسية نتمنى أن نتجاوزه، رغم تفهمنا الوضع العام الذي يعيشه العالم بأسره".
وأضافت: "منظمة الصحة العالمية تواصلت معي وجهات صحية أخرى، ولكن لم يحدث أي تحسن في ظروف الحجر، ونتفهم قلة الإمكانات المتوفرة محلياً، ولكن على الجهات الدولية والداعمة لحقوق الطفل والجهات الصحية أن تقدم ما تستطيع من أجل تمرير هذه الفترة على خير وتأمين عودتنا إلى بيتنا".
وبخصوص فحصها وأولادها للتأكد من سلامتهم من فيروس كورونا، قالت الأم: "لم يتم أخذ عينات منا، ويتم التعامل معنا كحجر احترازي وليس باشتباه بالإصابة، والحمدلله لم تظهر علينا أي مؤشرات سلبية كارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو غيرها، فوضعنا الصحي مستقر وطبيعي للغاية، إلا أنه لا بد من إيجاد حلول أفضل من أجل التوائم وتغذيتهم وحمايتهم من أي خطر ولو محتمل".
من جهته، أكد الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم الصحة في قطاع غزة لـ"العين الإخبارية"، أن التوائم ووالدتهم حالتهم مستقرة تماماً، ويخضعون لرعاية مستمرة، ومتابعون بشكل جيد من قبل الصحة في محافظة دير البلح.
وبخصوص الوضع الصحي العام في قطاع غزة، هنأ "القدرة" أبناء الشعب الفلسطيني بتعافي 6 حالات من أصل 12 حالة مصابة بفيروس كورونا.
وأكد "القدرة" لـ"العين الإخبارية"، أن منظمة الترصد الوبائي التابعة المشكّلة من قبل وزارة الصحة، نجحت في تتبع الحالات المصابة واكتشافها في وقت مبكر، وتقديم ما يلزم لها في معبر رفح البري، حيث حجر المصابين بالفيروس.
وأضاف: "اليوم تم نقل الحالات المتعافية إلى حجر إضافي لوقت محدود، ضماناً أكثر لسلامتهم، والحالات المصابة المتبقية وضعها مستقر جداً وتتابع علاجها ونتطلع إلى الإعلان عن شفائها بأسرع وقت ممكن".
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA=
جزيرة ام اند امز