غزة رهينة كورونا.. قطاعات اقتصادية مشلولة وبطالة متزايدة
بعد شهر على فرض الطوارئ، ضمن الإجراءات الوقائية لمنع تفشي، فيروس كورونا، بدأت آثار التعطيل والإغلاقات تظهر بوضوح في الحركة الاقتصادية
ما بين الشلل التام، والتعطيل الجزئي، ضربت جائحة كورونا المستجد، مختلف القطاعات الأساسية في قطاع غزة لتفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية أساسا في القطاع، بعد 14 عاما من الحصار الإسرائيلي.
وبعد شهر على فرض حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، ضمن الإجراءات الوقائية لمنع تفشي، فيروس كورونا، بدأت آثار التعطيل والإغلاقات تظهر بوضوح في الحركة الاقتصادية.
أزمة قطاع المقاولات
المقاولات، أحد القطاعات، التي أعلنت توقفها عن العمل في قطاع غزة، استجابة لقرارات التعطيل والتباعد الاجتماعي لمنع انتشار الفيروس الذي تسبب بوفاة فلسطينية وإصابة 227 آخرين منهم 12 من قطاع غزة.
وقال أسامة كحيل، رئيس اتحاد المقاولين بفلسطين لـ"العين الإخبارية": إن شركات المقاولات بغزة متضررة من قبل كورونا؛ إذ لم تدفع لها الحكومة الارتجاعات الضريبية المقدرة بنحو 200 مليون شيكل (الدولار = 3.58 شيكل) وتعاني من تذبذب سعر صرف الدولار.
وأضاف "جاءت جائحة كورونا فأدت لوقف شركات المقاولات أعمالها إلاّ في المشاريع الطارئة".
ووفق كحيل؛ هناك 200 شركة مقاولات بغزة يعمل بها نحو 10 آلاف عامل توقفوا عن العمل منذ بداية إجراءات الوقاية من كورونا، في حين تصل قيمة رواتب العمال يوميا نحو 250 ألف دولار قررت الشركات دفعها حتى أبريل/نيسان وهذا يمثل خسائر كبيرة، ولن تستطيع الشركات الاستمرار به.
وأكد أن شركات المقاولات كانت تعمل في عشرات المشاريع الإنشائية والطرق وهي تتكلف عشرات الملايين من الدولارات، وكلها الآن متوقفة بسبب كورونا، فيما أموال الشركات مجمدة في تلك المشاريع المتوقفة.
ووفق كحيل، فإن الدول المانحة للمشاريع لم تحول الأموال حتى الآن لحساب الشركات، وقال: "لا يمكننا الطلب الآن من الدول المنكوبة بالوباء تحويل أموال".
المنح الخارجية وأزمة التحويل
ودلل رئيس اتحاد المقاولين بفلسطين على ذلك بمشروع المنحة الإيطالية، متسائلا: "هل يعقل أن نطلب من إيطاليا تحويل المستحقات المالية الخاصة بمشروع حي الندى الإسكاني شمال غزة الممول منها في ظل ما تواجهه حاليا من وجود آلاف الضحايا وعشرات آلاف المصابين بالفيروس.
وأكد أن لشركات المقاولات أجهزة ومعدات ومواد خام اشترتها من الصين قبل تفشي الوباء والآن لا تستطيع نقلها لغزة، منوها بأن الحديث يدور عن خسائر بملايين الدولارات للشركات تضاف لعشرات الملايين التي تجمدت بفعل توقف المشاريع وعدم تحويل الدول للأموال.
المطاعم والمنشآت السياحية
الفنادق والمطاعم، والمقاهي، والمنشآت السياحية، بدورها أصابها تعطيل كامل ملاحقا خسائر هائلة.
ويؤكد صلاح أبو حصيرة، رئيس هيئة الفنادق والمطاعم لـ"العين الإخبارية" أن جميع مكونات الهيئة من فنادق ومطاعم فندقية ومنتجعات سياحية وصالات أفراح أغلقت بالكامل وأصيبت بالشلل.
وقال: "اليوم لدينا بطالة 100% لنحو 6 آلاف عامل يعملون في مرافق القطاع الفندقي بغزة.. فضلا عن آلاف آخرين يعملون في المطاعم الشعبية المنتشرة بالقطاع وعدده يقترب من 500 مطعم".
وأشار إلى أن موسم الفنادق والمطاعم والمنتجعات وصالات الأفراح يبدأ عادة من نهاية شهر مارس/آذار وهو الذي عطل فيه تماما، لمدة لا نعرف إلى متى يمكن أن تطول.
وقال: "لا يوجد لدينا حلول بل خسائر فادحة نعمل على إحصائها الآن".
شركات السفر
وأكد وسيم مشتهى رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في قطاع غزة، أن انتشار فيروس كورونا تسلل بشلل كامل لقطاع شركات السياحة والسفر وشؤون الحج والعمرة التي كانت تعاني أصلاً من أوضاع صعبة بسبب الانقسام والحصار على غزة، حيث أغلقت أبوابها وسرحت مئات الموظفين.
وقال مشتهى لـ"العين الإخبارية": هناك 80 شركة سياحة وسفر بغزة يعمل بها نحو 400 فرد والخسارة الشهرية تقدر بقيمة 200 ألف دولار.
وأشار إلى أن قطاع السياحة تلقى العديد من الضربات بسبب تداعيات الاحتلال والانقسام والحصار، ولحقت به خسائر فادحة، وواجه سنوات عجاف وأوقات صعبة حتى جاء وباء كورونا ليوجه له ضربة قاضية أجهزت عليه.
عداد البطالة لا يتوقف
سامي العمصي رئيس اتحاد العمال بغزة، يشير إلى أن الحصار على غزة منذ 14 عاما دفع البطالة بين العمال لأعلى نسبة في العالم تجاوزت 50% وجاءت أزمة كورونا والإجراءات الاحترازية المتخذة في غزة لتزيد أعداد العاطلين 40 ألف عامل عاطل عن العمل وكل يوم تضاف أعداد جديدة.
وقال العمصي لـ"العين الإخبارية": "معظم العاطلين من معلمي ومعلمات رياض الأطفال والسائقين نحو 25 ألف سائق وعمال المحلات والباعة المتجولين وغيرهم، هؤلاء العمال يعملوا يوما بيوم ويحصلوا قوتهم بعمل يومهم فقط فإن فقدوا العمل فقدوا الغذاء والماء والدواء".
ويؤكد الدكتور محمد مقداد، الخبير الاقتصادي، وجود خسائر حقيقية في كل القطاعات الاقتصادية المدمرة من قبل كورونا بسبب الاحتلال والحصار والانقسام.
رهان على حكومة وحدة
وقال مقداد لـ"العين الإخبارية": "الآن الأمور تفاقمت عن قبل بسبب كورونا التي أوقفت الحركة في مفاصل الاقتصاد".
وأضاف "هناك خسائر مباشرة كبيرة في غزة نتيجة إغلاق معظم المرافق، وبات عشرات الآلاف من العمال دون عمل أو راتب أو تعويض.. وهناك خسائر غير مباشرة وتأثيرها كبير على الاقتصاد".
وأكد أن الحلول ليست سهلة في غزة لكن مطلوب بذل الجهد لتحقيق المصالحة الداخلية بما يضمن قدرة حكومة واحدة على تعويض جزء من الخسائر.. والعمل على تعزيز مكاسب الاقتصاد وتقليص الخسائر قدر الإمكان.
وقال: "مطلوب طرق الأبواب الخارجية لجلب دعم مالي لإسناد المرافق الاقتصادية المتضررة".
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز