الصلاة والرياضة.. سبل قضاء ليالي رمضان في الحجر بغزة
3 فلسطينيين يروون لـ"العين الإخبارية" كيفية قضاء ليالي شهر رمضان الكريم خلال تواجدهم في الحجر الصحي بقطاع غزة.
رغم معرفتها المسبقة بمدة الحجر وظروفه، قررت الصحفية "ناهد" العودة إلى قطاع غزة، ونقل عملها الإعلامي لتكون وسط عائلتها في ظل تفشي وباء كورونا.
وهكذا أيضا كان قرار "أم محمد"، إذ عادت إلى غزة، ولكن لم تصل بيتها قبل 28 يوماً كإجراء احترازي، ولم يكن "محمود" مضطراً للسفر إلى مصر لو علم بالطارئ الوبائي، ولكنه قرر العودة إلى غزة رغم قسوة ما سيواجهه وأسرته بسبب الحجر.
3 نماذج من الحجر في قطاع غزة، اختلفت أماكنها ومستوياتها، فالفندق ليس مركزاً غير مؤهل للعيش، والمركز أفضل من مدرسة وجدت للتعليم وليس المبيت.
في البداية تقول الصحفية ناهد أبوهربيد، البالغة من العمر 32 عاماً، من مركز الحجر الصحي في محافظة رفح جنوب قطاع غزة لـ"العين الإخبارية": "الأيام التي سبقت اتخاذ قرار العودة إلى غزة، والتفكير في الحجر لمدة 28 يوماً لم تكن سهلة، ومع مجيئنا إلى غزة ووصولنا إلى مركز الحجر الذي جهز مؤخراً للعائدين للتأكد من سلامتنا الصحية، دخلنا في واقع لم نعشه من قبل، فالحياة هنا تقتصر على الأكل والشرب والانتظار".
وأضافت: "لا نفعل شيئاً سوى قضاء الوقت في بعض الأمور المستحدثة، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك، ومنها المشي السريع صباحاً في باحة المركز، والجلوس طويلاً تحت أشعة الشمس، وفتح مجلس نسائي لنروي الحكايات ومتابعة الأخبار".
وتابعت: "وبعد الظهر نحاول القيلولة والاسترخاء إلى حين، فإذا أذن العصر صلينا وقرأ بعضنا القرآن، وعدنا إلى رياضة المشي في الساحة، وقبل أذان المغرب من لديه شيء من خضراوات أو فواكه أو عصائر يحضرها، لأن الوجبات الغذائية التي توزع علينا تكون جاهزة وليست حسب الطلب والرغبة، ولكنها تعمم على جميع من في المركز".
واستطردت: "بعد الإفطار وفي ظل غياب التلفزيون ووسائل الترفيه الأخرى وسوء خدمة الإنترنت، نجلس على هيئة حلقات للغناء والدردشة، والبعض يبقى في الغرف، خاصة الأسر، ويشغلون أنفسهم بقيام الليل أو قراءة القرآن، والبعض يخلد إلى النوم حتى السحور".
وأكدت: "عندما أخرج من المركز سأنسى هذه الأيام، لأنها أيام خالية من كل معاني الحياة الطبيعية، وسأعوضها بالعمل الجاد وتطوير المهارات التي أمتلكها، لأن كورونا المستجد لن ينتصر على إرادة البقاء".
أما أم محمد بلبل، صاحبة الـ62 عاماً، فقررت ترك مصر، والعودة إلى عائلتها رغم الحجر الاحترازي، لأنها تشعر بخطر كبير قد تعيشه في حال بقائها بعيدة عن أولادها.
وقالت: "قدري أن يكون حجري في فندق البلوبيتش، ونافذة الغرفة تطل على البحر مباشرة، وهذا ساعدني كثيراً لأكون أفضل حالاً من الذين تم حجرهم في المدارس والمراكز الصحية، لأن الفنادق مجهزة أصلاً للمبيت وللرفاهية".
وعن المأكل والمشرب أوضحت: "في ظل الظرف الحالي نأكل ما يتم إحضاره لنا، وننسى ما اعتدنا عليه في رمضان، خاصة أن الفندق بعيد عن مركز المدينة، ولا يوجد في المحيط القريب نقاط بيع للمواد الغذائية والفواكه وغيرها، ونعتمد على طاقم الحراسة والخدمات المرافق لنا، والذي غالباً ما يؤمّن لنا المستطاع".
أما عن كيفية قضاء أيام رمضان، فأوضحت: "هناك برامج تسلية وتوعية، ودروس دين لمن يرغب، وكلها باجتهادات من المحجورين، ولا يستطيع أحد من الخارج الدخول للفندق سوى المخول لهم الدخول من قبل الجهات المختصة، وغالباً ما أقضي وقتي أمام شاشة التلفزيون، وأمشي قليلاً في ممرات الفندق لكي أطرد الكسل والخمول".
وقالت: "أتفهم جميع الإجراءات التي تطبق علينا، فالمسألة تتعلق بصحتنا وسلامتنا، ومهما عانينا فإنها أيام وستكون من الماضي".
أما محمود صالح، فقد اضطر للعودة إلى غزة مع أسرته، بعد قضاء أيام مع والديه المقيمين في مصر، لأن عمله في تجارة الأدوات الكهربائية ينتظره.
وقال "صالح" لـ"العين الإخبارية": "وصلت مع أسرتي إلى مدرسة في شمال قطاع غزة، ومعنا 68 مسافراً عائداً، ولم نتوقع كيف سيكون وضعنا في مدرسة تفتقد لمقومات العيش البسيط، خاصة أن عائلاتنا معنا، والحمامات غير مؤهلة لأمثالنا، ورغم ذلك قبلنا مضطرين وقلنا هي أيام وتمضي".
وأضاف: "مع دخول شهر رمضان، قرر بعضنا عقد حلقات علم ومسابقات، وبعد الإفطار صلاة التراويح، وبعضنا يغني وآخرون يدبكون الدبكة الفلسطينية، ويشاركنا بعض الحراس وطاقم الصحة أحياناً في المرح الذي ابتدعناه لنكسر رتابة الحال. كلمة سر صبرنا أنها أيام وستنتهي قريباً، خاصة بعد خروج نتائج فحصنا، والتي أكدت جميعها سلامتنا الحمد لله".
وكانت الحكومة الفلسطينية رفعت توصية للرئيس محمود عباس بتمديد حالة الطوارئ في الضفة وغزة والقدس، بعد أن انتهت مدتها وبحسب تقارير صحفية فإن الرئيس عباس وافق على تمديد حالة الطوارئ لمدة شهر إضافي.