كورونا والإنفلونزا الإسبانية.. يفصلهما قرن والأوضاع واحدة
التاريخ يعيد نفسه حتى في الأوضاع الصحية والحياتية التي مر بها العالم قديما في فترة الإنفلونزا الإسبانية والآن في ظل تفشي كورونا
بعد نحو قرن من ظهور الإنفلونزا الإسبانية بين عامي 1918 و1919، لا تزال دروس هذا الوباء الفتاك تنقذ الأرواح في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد التي تتمثل في محاولات السيطرة عليه مثل استخدام الأقنعة الواقية وسياسة التباعد الاجتماعي وفرض الحجر الصحي.
ويبدو أن الإنفلونزا الإسبانية وفيروس كورونا لا يتشابهان فقط في التدابير الوقائية التي اتبعتها دول العالم قديما والآن، بل أيضا في الأوضاع الصحية والحياتية التي تظهرها اللقطات المصورة في التقرير التالي، وفقا لمجلة "فوربس" الأمريكية.
اتخذ ضباط الشرطة عام 1918 في مدينة سياتل بولاية واشنطن الأمريكية الاحتياطات نفسها التي اتخذها رجال شرطة نيويورك عام 2020، كارتداء الأقنعة الواقية والقفازات.
كان الهاتف وسيلة لمكافحة العزلة تحت الحجر الصحي عام 1918، واليوم، تبقينا الهواتف الأرضية والمحمولة على اتصال بالعالم الخارجي من خلال مكالمات الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي.
سواء كان الصعود إلى الترام في مدينة سياتل بغرب الولايات المتحدة عام 1918 أو مترو الأنفاق في مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية الآن، كان قناع الوجه وما زال شرطا وقائيا.
في كل من شيكاغو عام 1918 وأتلانتا الآن، أغلقت صالونات الحلاقة وتصفيف الشعر من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
كان مسؤولو الصحة العامة في عام 1918 يحثون المواطنين على غسل اليدين باستمرار، النصيحة التي لا يتوقف الأطباء وخبراء الصحة اليوم عن التأكيد عليها.
عانت دول العالم أثناء تفشي الإنفلونزا الإسبانية الفقر الشديد ونقص الغذاء، المشكلة التي يواجهها عدد كبير من الأشخاص الآن في عديد من البلاد حول العالم في ظل جائحة كورونا.
مع زيادة عبء المستشفيات وارتفاع أعداد المصابين خلال الوبائين، تحولت المستودعات ومراكز المؤتمرات إلى مرافق صحية وبنيت المباني المؤقتة للمرضى.
يذكر أن جائحة الإنفلونزا الإسبانية انتشرت في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا عام 1918، الفيروس الذي أصيب به نحو 500 مليون شخص حول العالم، وأودى بحياة نحو 50 مليون شخص على الأقل، أي ما يعادل 10% من إجمالي الذين أصيبوا بها، ما جعلها الوباء الأكثر فتكا في التاريخ المعاصر.
أما فيروس كورونا المستجد فظهر في نهاية عام 2019 بمدينة ووهان الصينية ثم اجتاح العالم، وأودى بحياة 239623 شخصا، فيما بلغت حصيلة أعداد المصابين المعلن عنهم 3 ملايين و402 ألف و160 شخصا، وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية الجمعة.