كورونا والإنفلونزا الإسبانية.. "القاتل الأعظم" فتك بـ50 مليونا
فيروس الإنفلونزا الإسبانية ظهر بين عامي 1918 و1919 وقتل 50 مليونا، وبالتزامن مع تفشي فيروس كورونا استدعت مجلة فرنسية قصة هذا الوباء.
قارنت مجلة "سيانس أفونير" الفرنسية بين فيروس كورونا المستجد وفيروس الإنفلونزا الإسبانية الذي ظهر بين عامي 1918 و1919، والذي يعد من أسوأ الأمراض التي عرفتها البشرية على الإطلاق.
قبل 100 عام، قضى فيروس الإنفلونزا الإسبانية على نحو 50 مليونا في غضون أشهر، ولكن كيف انتهى الأمر؟ وكيف تسبب في تغيير وجه العالم؟
الكاتبة الفرنسية مؤلفة رواية "القاتل الأعظم" التي صدرت عام 2018، لوران سبيني أجابت عن هذين السؤالين، موضحة كيف واجه العالم هذا الوباء عام 1919.
وقالت سبيني، خلال مقابلة مع المجلة الفرنسية، إن فيروس الإنفلونزا الإسبانية كان كارثة مروعة قضت على نحو 40 مليونا حول العالم بين أبريل/نيسان 1918 حتى ربيع 1919. وهذا الرقم أكبر من ضحايا الحرب العالمية الأولى، حسب الكاتب الفرنسي كلود كيتل في مقاله لمجلة L'Histoire الفرنسية حول الجائحة.
يروي فصل "الإنفلونزا الإسبانية.. القاتل غير المتوقع" داخل الرواية قصة هذه الآفة ورحلة البحث عن العلاج، ويتطرق لكل التجاوزات المفرطة في التعامل مع الأزمة، مثل: "ظهور اللقاحات والأمصال المزعومة، والجهلاء الذين هرعوا لشراء السلع بسرعة، والمصل الذي لا يمكن بيعه إلا في الصيدليات وبوصفة طبية"، على حد قول الكاتبة.
وأضافت: "في تلك الفترة ظهرت علاجات الدجالين وزعموا امتلاكهم معجزات توقف الإنفلونزا الإسبانية وجميع الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والطاعون والتيفود والجدري والحصبة والحمى القرمزية وما إلى ذلك".
ووفقا للكاتبة الفرنسية، فإن فيروس الإنفلونزا الإسبانية مر بـ3 موجات متتالية بكثافة مختلفة، موضحة أنه كانت هناك موجة أولى في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في ربيع عام 1918، التي تسببت في عدد قليل من الضحايا وتبدو إلى حد كبير مثل الإنفلونزا الموسمية.
وأضافت: "ثم اندلعت موجة ثانية في أواخر أغسطس/آب من العام نفسه، وهذه المرة كانت أكثر ضراوة، وحدثت غالبية الوفيات البالغ عددها 50 مليونا في الأسابيع الـ13 بين منتصف سبتمبر/أيلول 1918 ومنتصف ديسمبر/كانون الأول".
أما الموجة الثالثة، فوقعت أخيرًا في الأشهر الأولى من عام 1919 حتى الربيع، وكانت الأشد.
الكاتبة الفرنسية تحدثت عن اختلاف عدد الموجات وتسلسلها الزمني بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، إذ أصيب الأخير بقوة أكبر في الموجة الثالثة.
وأضافت: "لذا رجح العلماء وجود علاقة بين كونها موسمية وعوامل أخرى مثل الفقر أو نقص المعلومات والوقاية، وهو ما فسر هذا التدهور المتأخر في البلدان شبه الاستوائية".
وقالت: "من اللافت أن تلك الجائحة جاءت قبل أشهر من الحرب العالمية الأولى، التي كشفت عن الوجه القبيح للعالم الغربي والاستعماري".