الجدة الإيطالية ألدا.. 72 عاما في محاربة الأمراض وصناعة الأدوية
على الرغم من أنها من الفئات العمرية الأكثر عرضة للخطر؛ فإن ألدا تعمل من الساعة 9 صباحا حتى 8 مساء، حامية نفسها بقناع واقٍ وقفازات.
على الرغم من تفشي فيروس كورونا في إيطاليا وخطورة تعرضها للإصابة بالفيروس التاجي، لم يمنعها عمرها المتقدم وبلوغها 97 عاما من الاستمرار في عملها خلف عداد صيدليتها يوميا، إنها الجدة ألدا باروني.
"العمل هو حياتي"، عبارة بدأت بها ألدا، صاحبة الصيدلية الوحيدة الموجودة في كياني، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة بيزا الإيطالية، العجوز الشجاعة المولودة عام 1923، والمتخرجة في كلية الصيدلة عام 1948 في فترة ما بين الحربين العالميتين، والتي كانت فيها خطوة التحاق النساء بالجامعة أمرا استثنائيا.
بدأت ألدا مسيرتها المهنية في مجال الصيدلة منذ عام 1948، التخصص الذي لم تختاره حبا له، لكنه أصبح شغف حياتها خصوصا بعد قضائها 72 عاما بين أرفف وخلف عداد صيدليتها، حيث بدأت في العمل بها في عام 1962، وما زالت ملتزمة بتأدية عملها وواجبها حتى في ظل حالة الطوارئ الصحية التي تمر بها بلادها.
وعلى الرغم من إمكانية بقائها في المنزل، لأنها تقع ضمن الفئات العمرية الأكثر عرضة للخطر، فإنها تواصل العمل كل يوم بصحبة كلبها، من الساعة 9 حتى 1 ظهرا، ومن الساعة 4 حتى 8 مساء، حامية نفسها بقناع واقٍ وقفازات، حسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
"لم أستطع البقاء في المنزل، ولكن من المؤكد أن الوضع لا يطمئن، وأنا قلقة أيضا بشأن الارتباك والإفراط في المعلومات المتناقضة أحيانا، الذي يتبعه البعض في وسائل الإعلام".
ولذلك تنصح ألدا الأشخاص الذين يأتون إلى الصيدلية بالسلوكيات الوقائية الصحيحة وأنماط الحياة الصحية؛ فكل هذه الأمور تساعد دائما، وخاصة الآن في هذه الفترة الحرجة.
وعن أفضل ذكريات مهنتها، قالت ألدا: "عندما كانت المستحضرات الجالينية (التي يحضرونها من مصادرها الطبيعية النباتية أو الحيوانية) لا تزال تُعد في الصيدلية واستيقاظي في منتصف الليل للرد على إحدى المكالمات الهاتفية في المنزل لحالات الطوارئ".
وأضافت: "الكنز الذي أحمله بداخلي هو الاتصال مع سكان كيانّي، فهم ليسوا زبائن بالنسبة، بل أصبحوا عائلتي، لذا أنصح أولئك الذين يمارسون هذه المهنة بأن يتذكروا دائما أننا لسنا بائعين في المتاجر، وهذا يعني النظر إلى الناس في أعينهم والانتباه لهم والاهتمام بهم، وإقامة علاقات طيبة وحقيقية معهم".
