ماذا يعني "التعافي من كورونا"؟ الإجابة الأمريكية مختلفة
عندما تتعافى من عدوى فيروسية سيحتفظ جسمك بخلايا ليمفاوية، تتذكر الفيروسات التي شاهدتها من قبل وتتفاعل بسرعة لمحاربتها مرة أخرى
فيروس كورونا المستجد مخيف بالتأكيد، ولكن على الرغم من التقارير المستمرة عن إجمالي الحالات وارتفاع عدد الضحايا، فإن الحقيقة هي أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يصابون به قد نجوا منه.
وفي منتصف مارس/آذار كان عدد المرضى الذين تعافوا رسمياً من الفيروس في الولايات المتحدة يقترب من الصفر، وهذا الرقم الآن بعشرات الآلاف ويزداد كل يوم، لكن التعافي أكثر تعقيدا من مجرد الشعور بالتحسن.
وأوضح تقرير نشره موقع (ذا كونفرسيشن) في 7 أبريل نيسان، أنه بمجرد تعرض الشخص للفيروس يبدأ الجسم في إنتاج بروتينات تسمى الأجسام المضادة لمحاربة العدوى.
وعندما تبدأ هذه الأجسام المضادة في احتواء الفيروس بنجاح وتمنعه من التكاثر في الجسم، تتقلص الأعراض عادة وتبدأ في الشعور بتحسن، وفي النهاية، إذا سارت الأمور على ما يرام فسوف يدمر جهازك المناعي جميع الفيروسات الموجودة في نظامك تماماً.
وفي المتوسط، سيصاب الشخص المصاب بالفيروس لمدة 7 أيام تقريباً من بداية الأعراض، وحتى بعد اختفاء الأعراض، قد تكون هناك كميات صغيرة من الفيروس في نظام المريض، ويجب أن يبقى معزولاً لمدة 3 أيام إضافية للتأكد من أنه تعافى حقا ولم يعد معديا.
وأشار التقرير إلى أنه بشكل عام، عندما تتعافى من عدوى فيروسية سيحتفظ جسمك بخلايا تسمى الخلايا الليمفاوية، وهذه الخلايا "تتذكر" الفيروسات التي شاهدتها من قبل ويمكن أن تتفاعل بسرعة لمحاربتها مرة أخرى.
لسوء الحظ، هذه الحصانة ليست مثالية، بالنسبة للعديد من الفيروسات، مثل "النكاف" يمكن أن تضعف المناعة بمرور الوقت، مما يجعلك عرضة للفيروس في المستقبل.
هذا هو السبب في أنك بحاجة إلى إعادة التلقيح لتحفيز جهاز المناعة على تكوين المزيد من الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة.
ونظراً لأن هذا الفيروس التاجي جديد للغاية، لا يزال العلماء لا يعرفون ما إذا كان الأشخاص الذين يتعافون منه محصنين ضد العدوى المستقبلية للفيروس، حيث يعثر الأطباء على أجسام مضادة في المرضى والمتعافين، وهذا يشير إلى تطور المناعة.
لكن يبقى السؤال إلى متى ستستمر هذه الحصانة، الفيروسات التاجية الأخرى مثل السارس تنتج استجابة مناعية تحمي الشخص على الأقل لفترة قصيرة، لذلك فإن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في أمريكا حذرة للغاية عند تحديد ما يعنيه التعافي من الفيروس، حيث يجب استيفاء كل المعايير الطبية والمعايير الاختبارية قبل الإعلان عن شفاء الشخص رسمياً.
من الناحية الطبية، يجب أن يكون الشخص خاليا من الحمى بدون أدوية خفض الحمى لمدة 3 أيام متتالية، ويجب عليهم إظهار تحسن في أعراضهم الأخرى، بما في ذلك انخفاض السعال وضيق التنفس، ويجب أن تكون سبعة أيام كاملة على الأقل منذ بدء الأعراض.
بالإضافة إلى تلك المتطلبات، تنص المبادئ التوجيهية لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على أن يخضع الشخص لاختبارين للفيروس تكون نتيجتهما سلبية، مع إجراء الاختبارات لمدة 24 ساعة على الأقل، عندها فقط، إذا تم استيفاء كل من الأعراض والاختبار، يعتبر الشخص متعافيا.