فيروس كورونا الجديد يمثل التحدي الأكبر حاليا.. والاقتصاد والسياسة هما أكبر المتأثرين من هذه الأزمة التي تصيب الجسد العالمي
كورونا أزمة صحية عالمية، فالأرقام التي تنشر يوميا عن عدد الإصابات ليست قليلة، والدول في العالم تكاد تتوقف عن ممارساتها الطبيعية لتحول كل جهودها إلى محاربة هذا الفيروس المخيف، ومنظمة الصحة العالمية لا تكف عن التأكيد أنه من الخطر التهاون مع هذا الوباء، وهذا ما تفعله الدول تقريبا دون استثناء، ولعل السؤال المهم يدور حول الآثار العميقة للتباطؤ الذي يحدثه هذا الوباء على المسارات السياسية والاقتصاية الدولية، عبر التاريخ لمثل هذه الأزمات اتضح أن العالم يمرض فعليا ويحتاج إلى استراحة مريض وعناية صحية تنقذه، فخلال القرون الماضية أصيب العالم بكثير من الأوبئة بعضها كاد يقضي على البشرية.
طبيعة البشرية أنها تعتمد على بعضها ضمن سياق دول تؤثر وتتأثر ببعضها وكل ما يحدث وفي أي دوله يكون له الأثر المباشر في حياة البشر كلهم، وهذه العلاقة العميقة بين الدول تكون أكثر وضوحا في مثل هذه الأزمات كانتشار الأوبئة
الاقتصاد والسياسة هما أكبر المتأثرين من هذه الأزمة التي تصيب الجسد العالمي، لذلك فإن أول الأجهزة في الجسد العالمي تأثرا في مثل هذه الظروف هما الاقتصاد والسياسة، ومن المؤكد أن العالم سيظهر بشكل مختلف في حال تعافيه من هذه الأزمة وهذا محتمل، وقد تطول فترة التعافي، لكنها حتمية في النهاية بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن يخلفها هذ الوباء على البشرية.
الاقتصاد والسياسة أنشطة تعتمد على التجربة والتراكم التاريخي، وهي لا تنتظر من البشر التعديلات في حال الأزمات، لأنها تلجأ إلى مخزونها التاريخي لتصحيح الوضع القائم، لذلك سيكون من الطبيعي أن نحصل على نتائج مختلفة للوضع الاقتصادي والسياسي أثناء وبعد هذه الفترة الزمنية التي نمر بها والعالم يعاني من انتشار هذا الوباء، لأن الظروف وحدها هي من سوف يجعل من الحلول ذات فائدة أو ضرر للبشرية، بمعنى دقيق فإن محطة التوقف الإجبارية التي فرضها كورونا على العالم سوف تنتج حلولا لا يمكن التنبؤ بطبيعتها؛ فقد تكون ذات فائدة للبشرية أو ذات ضرر عالية.
طبيعة البشرية أنها تعتمد على بعضها ضمن سياق دول تؤثر وتتأثر ببعضها، وكل ما يحدث وفي أي دولة يكون له الأثر المباشر في حياة البشر كلهم، وهذه العلاقة العميقة بين الدول تكون أكثر وضوحا في مثل هذه الأزمات كانتشار الأوبئة، ولعل أكبر الأدلة على هذه الفرضية هو نشوء قواعد مشتركة ومبادئ مسؤولية بين دول العالم في سبيل إعادة الصحة للعالم من هذا الوباء، حيث يشعر العالم بدرجة التعاطف المشترك بين الدول في سبيل إنجاز مهمة حرب كورونا.
هذا التوقف الإجباري عالميا في محطة كورونا سوف يغير كثيرا من القواعد الاقتصادية والسياسية، ومن المؤكد أنه على الدول الأكثر وفرة في إمكاناتها المادية أن تتجه من جديد إلى بناء الأنظمة الصحية وتعزيز البحث العالمي في محاربة الشكل الجديد للأزمات العالمية والمتمثل في ظاهرة انتشار الفيروسات التي قد تكون بديلا استراتيجيا عن الحروب التقليدية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة