الصينيون يكافحون كورونا داخل بلادهم.. والتمييز والكراهية في الغربة
تحذيرات لتجنب الطعام الآسيوي والوجود في المناطق الآهلة بالسكان في آسيا، من مظاهر تعرض الصينيين للتمييز والعنصرية خارج بلادهم
تسابق الصين الوقت لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد والحد من انتشاره على المستوى الدولي، بينما يكافح الصينيون الذين يعيشون في الخارج منذ ظهور الوباء وصمة العار ومظاهر التمييز العنصري.
وانتشرت بقوة على الإنترنت في الولايات المتحدة وكثير من دول العالم، العديد من التحذيرات لتجنب الطعام الآسيوي أو الوجود في المناطق الآهلة بالسكان في آسيا ومجموعة كبيرة من التعليقات السيئة والنكات المهينة عن الصينيين خصوصاً أو الآسيويين عموماً، بحسب صحيفة "Chinadaily" الصينية في نسختها الإنجليزية.
ومن بين وقائع مظاهر التمييز التي يتعرض لها الصينيون في الخارج، في الأسابيع الأخيرة، طلب عامل في أحد متاجر Costco طفلاً يبلغ من العمر 8 أعوام من ولاية واشنطن، كان يرتدي قناعاً للوجه، بالرحيل لأنه قد يكون قادماً من الصين، ولكن اعتذرت إدارة المتجر للصبي وعائلته.
بالإضافة إلى الترحيب بالطلاب بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك برسالة باللغة الصينية كتب عليها "منطقة عزل فيروس ووهان"، الواقعة التي أثارت غضب الكثيرين، حتى عدلت الجامعة عن موقفها بطلبها من الطلاب الإبلاغ عن أي حوادث عنصرية ضدهم.
كما أظهر مقطع فيديو حديث على موقع التغريدات "تويتر" رجلاً يهاجم امرأة آسيوية ترتدي قناعاً في محطة مترو الأنفاق في مانهاتن، نيويورك، ويصرخ بها قائلاً "لا تلمسيني".
ولكن الأمر الذي لا يعرفه كثيرون أن الآسيويين عادة ما يرتدون الأقنعة الواقية في الأماكن العامة، حتى ومن قبل اندلاع الوباء، لحماية أنفسهم من الجراثيم والحساسية والغبار، الأمر الذي زاد بشكل أكبر منذ انتشار الفيروس التاجي.
ويبدو أن العنصرية التي يتعرض لها الآسيويون خارج بلادهم طالت أيضاً أعمال الصينيين التجارية، إذ قالت أنجيلا وانج من مقاطعة تشجيانج الصينية وتعيش في الولايات المتحدة منذ 18 عاماً، وصاحبة صالون تصفيف شعر في حي فلاشينج بمدينة نيويورك، إن ثلث زبائنها الدائمين كانوا من غير الصينيين، ولكن بعد يومين من بدء موظفيها ارتداء أقنعة الوجه، توقف جميع العملاء عن المجيء.
وأضافت: "خلعنا جميعاً الأقنعة، لكن أعمالنا انخفضت بنسبة 90%، الأسبوع الماضي، وفي حالة استمرار عدم عودة الزبائن وعدم تراجع الإيجارات، فقد يتعين علينا إغلاق الصالون خلال شهرين".
ويعتبر صالون وانج واحداً من العديد من الشركات والأعمال الصينية التي تكافح مالياً واقتصادياً، للصمود أمام التمييز والعنصرية خارج بلادها.
ويبدو أن مظاهر العنصرية ووصم العار التي يواجهها الآسيويين في الخارج، تثير حفيظة العديد من المسؤولين، فبحسب قول ماريبث سيكستون، أستاذ مساعد في قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة إيموري في أتلانتا، يوجد جميع المصابين إما معزولون في المنزل وإما في المستشفى.
وأضاف: "كل ذلك بالإضافة إلى مراقبة مسؤولي الصحة العامة عن كثب لأي شخص آخر معرض لخطر كبير، لذا لا يوجد سبب لافتراض أن مقابلة أي شخص ذي خلفية عرقية في الأماكن العامة، يشكل خطراً".
وقال السفير الأمريكي السابق لدى الصين جاري لوك: "هذه التعليقات السلبية تؤكد ضرورة قيام مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة وقادة الحكومة بتثقيف الشعب بشكل أكبر حول الفيروس، وكيفية انتشاره، وكيفية حماية أنفسهم".
وفي الوقت نفسه، حذر بيتر كوو، عضو مجلس مدينة نيويورك، حيث يوجد أكثر من ثلث سكان الصين البالغ عددهم 150 ألف نسمة، من وصف الفيروس "ووهان كورونا" أو "فيروس كورونا الصيني".