بالأغنام.. طرق جديدة لتهريب المخدرات في فرنسا
التنظيمات الإجرامية تحاول الالتفاف على القيود المرتبطة بالأزمة الصحية لمواصلة نقل المخدرات إلى الأراضي الفرنسية.
بينما تعيش فرنسا حالة حجر صحي إجباري لاحتواء انتشار فيروس كورنا المستجد، منذ 17 مارس/آذار الماضي، يسعى تجار المخدرات لإيجاد طرق مبتكرة للالتفاف على تلك التدابير أبرزها اللجوء إلى "البغال".
وفي وثيقة بتاريخ نهاية مارس/آذار الماضي، وصفت الشرطة القضائية الفرنسية بالتفصيل كيف تكيفت المنظمات الإجرامية مع تدابير الحجر الصحي الصارمة لاحتواء كورونا.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الوثيقة التي حملت عنوان "تقرير حالة عن تأثير فيروس كورونا المستجد، على الجريمة المرتبطة بالاتجار بالمخدرات"، والتي استعرض من خلالها مكتب مكافحة المخدرات التابع للشرطة القضائية الفرنسية، حالة الاتجار، أشارت إلى أن التنظيمات الإجرامية تحاول الالتفاف على القيود المرتبطة بالأزمة الصحية لمواصلة نقل المخدرات إلى الأراضي الفرنسية.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه على الرغم من الأزمة الصحية والتدابير العديدة لتقييد الحركة والانتقال في فرنسا، فإن التنظيمات الإجرامية لا تنوي التخلي عن تهريب المخدرات والتكيف مع الظروف الجديدة المفروضة على تجارتها غير القانونية، حيث يتم التهريب في الأوقات العادية كل شهر، بمتوسط 35 طناً من الحشيش، وطنين اثنين من الكوكايين، و850 كجم من الهيروين أو 500 ألف قرص هلوسة.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن فريقاً من ضباط الجمارك الفرنسيين اعترض، الإثنين، 50 كيلوجراماً من الكوكايين داخل حاوية قادمة من جزر الأنتيل.
وتأتي هذه العملية بعد بضعة أيام من ضبط 300 كيلوجرام من الكوكايين في 31 مارس/آذار، في ميناء فوس سور مير (بوش دو رون).
وتابعت: "تم اكتشاف المخدرات هذه المرة في حاوية قادمة من أمريكا الجنوبية. وهذه ثاني ضبطية للكوكايين في منطقة مرسيليا، بعد أن شهدت المدينة في نهاية فبراير/شباط، ضبط شحنة قياسية بلغت 3.3 طن من المخدرات قادمة من كوستاريكا ضبطتها الشرطة الفرنسية ".
البغال والأغنام
ومن أبرز الأفكار المبتكرة للتهريب، التي أعلن عنها مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي، وأكثرها إثارة للإعجاب هو نقل المخدرات في الجهاز الهضمي للبغال.
ومصطلح البغال هنا لا ينطبق على الدواب، بل على الأشخاص الذين يهربون المخدرات داخل أحشائهم، ويعبرون الحدود لتهريبها.
وتعبأ المخدرات في أكياس صغيرة مقاومة للماء ثم يتم بلع هذه الأكياس الصغيرة والاحتفاظ بها في البطن، ليتم استخراجها بعد الوصول.
ونتيجة لذاك اضطر مسؤولو الجمارك إلى وضع أنظمة كشف جديدة ضد هذه الحركة، مثل تصوير الركاب بالأشعة السينية أو مراقبتهم (لن يأكل البغل أو يشرب أثناء الرحلة).
وغالبا ما يحدث تمزق لأحد الأكياس تحت تأثير العصارة المعدية أو بسبب العبوة، ما يتسبب في وفاة الشخص بجرعة مخدرات زائدة.
وتم ضبط عملية تهريب لبغال قادمة من إسبانيا متجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس.
كما تم اكتشاف شحنة مخدرات منقولة ضمن قطيع أغنام على الحدود الإسبانية - الفرنسية.
في المقابل، أشارت محطة "20 مينيت" الفرنسية، إلى أن إقليم "سان دوني" الأكثر شهرة بتهريب المخدرات انخفضت عملية التهريب فيه منذ بداية تدابير الاحتواء .