كورونا في فرنسا.. سلالة ثالثة تختلف عن الصين وإيطاليا
دراسة أجراها معهد "باستور" تكشف أن انتشار كورونا في فرنسا لا يرتبط بالحالات التي جاءت من الصين أو إيطاليا وهي سلالة ثالثة غير معروفة
كشفت دراسة فرنسية حديثة أن سلالة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ليست واحدة في كل الدول، موضحة أن له عدة سلالات منتشرة حول العالم.
وذكرت الدراسة، التي أجراها معهد "باستور"، أن انتشار الوباء في فرنسا لا يرتبط بالحالات التي جاءت من الصين أو إيطاليا، معتبرة أن الفيروس الذي تفشى في فرنسا من سلالة ثالثة غير معروفة حاليا، ما يفسر الانتشار القوي للوباء وصعوبة السيطرة عليه.
ونقلت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية عن القائمين على الدراسة مخاوفهم من صعوبة احتواء الجائحة في فرنسا في ظل عدم معرفة المصدر الحقيقي لتفشي الوباء.
وقالت الصحيفة إن الدراسة أشرف عليها رئيس المركز المرجعي الوطني لفيروسات الجهاز التنفسي في معهد باستور سيلفي فان دير ويرف، وعالم الفيروسات في المعهد ذاته إتيان سيمون لوريير، وشارك فيها عدد من علماء المعهد.
وخلصت الدراسة إلى أن ظهور وانتشار فيروس كورونا على الأراضي الفرنسية لا يرتبط فقط بالعدوى التي نقلها المرضى العائدون من الصين أو إيطاليا، إنما سلاسة مختلفة للفيروس.
وفقا للصحيفة، فإن بإجراء تحليلات متعمقة اكتشف الباحثون أن السلالة الرئيسية للفيروس الموجود في فرنسا مرتبطة بمجموعة وراثية ("كلاد" في لغة العلماء)، ليس لها أي صلة بالصين وإيطاليا.
وكتب الباحثون، في دراستهم المنشورة على موقع bioRxiv.org، أن الوباء الذي أصاب 129859 وقتل 23660 في فرنسا حتى الآن "مصنف كنوع من أنواع فيروس (كلاد) وليس المنتشر في الصين وإيطاليا".
وانتشر الفيروس في فرنسا خاصة في الشمال، لكن دون أن يتم رصده أو معرفة مصدره، وفسر العلماء ذلك بأنه ربما لأن ناقل العدوى أصيب بأعراض قليلة أو معدومة، وبالتالي لم يكن من السهل التعرف عليه، وفقاً للدراسة.
وقالت الدراسة: "تم اكتشاف هذه السلالة بشكل ملحوظ في مريض من هذه المجموعة الوراثية الذي لم يسافر خارج فرنسا من قبل، ولم يكن على اتصال بالأشخاص العائدين من الخارج أيضًا".
وتابعت: "من جهة أخرى ذهب مرضى آخرون مصابون بهذه السلالة من الفيروس إلى دول أوروبية أخرى، وأفريقية، ولكن العلماء ليس لديهم دليل يشير إلى أنهم قد نشروا المرض في هذه البلدان".
وخلصت الدراسة الفرنسية إلى أن العلماء غير قادرين حتى الآن على تحديد مصدر هذه السلالة ومدة انتشارها في فرنسا دون اكتشافها، ويعتقد الباحثون أن ما توصلوا إليه يدق ناقوس الخطر حول الحاجة إلى مراقبة المرضى الذين لا يعانون من أعراض الفيروس.
كما يعتقد القائمون على الدراسة أن إجراءات العزل التي نفذت بعد اكتشاف الحالات الأولى رسميًا في 24 يناير/كانون الثاني بفرنسا، فعالة بشكل خاص، لأنه لم يتم العثور على أدلة على انتقال السلالات الصينية أو الإيطالية من الحالات الأولى التي تم الكشف عنها.