"بسكليت ولنا حياة".. فلسطينيون يحاربون كورونا بنشر المعرفة والأمل
شباب جابوا أزقة مخيم دير البلح المكتظ باللاجئين ووزعوا الكتب والقصص على الأطفال في مبادرة لتنمية الثقافة بالتزامن مع حظر كورونا
بين أزقة مخيم دير البلح الضيقة، تجول متطوعون فلسطينيون ضمن مبادرة "بسكليت ولنا حياة"؛ لينثروا الأمل والمعرفة بين الأطفال في ظل تفشي جائحة كورونا، والتزامهم منازلهم ضمن سياسة التباعد الاجتماعي.
شبان وفتيات جابوا أزقة المخيم المكتظ باللاجئين الفلسطينيين ووزعوا الكتب والقصص على الأطفال، في مبادرة استثنائية لتنمية الثقافة وتشجيع القراءة والاطلاع، مع استمرار تعطل الطلبة عن مدارسهم للحد من انتشار "كوفيد-19".
وقال أسامة فياض، منسق مكتبة البرامج النسائية، لـ"العين الإخبارية": "جاءت فكرة المبادرة لتلامس الحاجة لتنمية الثقافة والاطلاع لدى الأطفال والفتية، وعدم ترك فجوة بعدما تعطلت مدارسهم وتعطل استقبالهم في مقر المكتبة".
رسالة أمل
وأشار إلى أن المكتبة كانت تستقبل العشرات من أطفال وفتية المخيم بين جنباتها، لكن مع التعطيل القسري بسبب طوارئ كورونا أغلقت المكتبة، فكانت المبادرة لتضمن استمرار التواصل مع الأطفال وتؤمن لهم الكتب والقصص حتى باب منازلهم.
وأضاف فياض (39 عاما): "قررنا انتقاء مجموعة من الكتب والقصص والروايات التي تناسب أعمارا مختلفة، وإرسالها لمنازل الأطفال عبر جولة ميدانية على بسكليت أعد خصيصا لهذا الغرض".
المدارس تعطلت في 6 مارس/آذار بعد إعلان الرئيس الفلسطيني حالة الطوارئ لمنع انتشار فيروس كورونا. وكذلك أغلقت مختلف المؤسسات، وطلب من المواطنين الالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي وعدم التحرك إلا للضرورة.
وذكر فياض أن فريق المتطوعين مكون من 6 شباب وصبايا، قرروا إعادة التواصل مع الأطفال بعد أن قُطع الاتصال بهم خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدا أن التفاعل كان جميلا من الأطفال وذويهم.
وأوضح أن الرسالة التي أرادوا التأكيد عليها بعْث الأمل والثقافة واستمرار عملية التعليم والتثقيف، رغم الأوضاع الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني كما باقي العالم بسبب جائحة كورونا.
دير البلح
نور عماد، إحدى المتطوعات المشاركات في المبادرة، عبرت عن سعادتها وهي تجول أزقة المخيم لتنثر المحبة والأمل والمعرفة في نفوس الأطفال والفتية.
وقالت عماد لـ"العين الإخبارية"، إنهم نفذوا حملتهم في مخيم دير البلح، وتأمل أن تتوسع لتشمل المزيد من المناطق، خصوصا بعد الصدى الإيجابي الذي أوجدته بين الأطفال وذويهم.
وذكرت أن عملية توزيع الكتب تشمل عدة مراحل، بدءا من انتقائها واختبارها، بما يتلاءم مع أعمار الأطفال المستهدفين، ومن ثم جرى تعقيمها وتغليفها قبل أن يجري توزيعها.
وأوضحت عماد أن الكتب والروايات اختيرت بعناية لتناسب عقول الأطفال خلال قراءتها وفهمها، وتحقق من خلالها عدة أهداف متنوعة بين الترفيهية والثقافية والدعم النفسي من خلال الرسم والتلوين على الصور وقصص الحيوان والحكايات البسيطة.
سندس أبو شريعة، متطوعة أيضا في المبادرة، قالت لـ"العين الإخبارية" إنهم وصلوا إلى نحو 100 منزل، والأهالي يتفاعلون ويقدمون معلومات عما يريده الأطفال من كتب وقصص.
وذكرت أن الأطفال يقرأون الكتب ويجري استرجاعها وتعقيمها وإعادة توزيعها من جديد على فئات جديدة لضمان استفادة أكبر عدد ممكن.