ناجون من كورونا.. استعادة الحياة تبدأ بالتأهيل النفسي
صحيفة فرنسية تنقل شهادات متعافين من فيروس كورونا عن رحلة المرض وآثاره النفسية والجسدية وخطط إعادة تأهيلهم للاندماج في المجتمع
يخضع مجموعة فرنسيين نجوا من فيروس كورونا الجديد بعد رحلة شفاء ملهمة إلى مرحلة طويلة من إعادة التأهيل البدني والعقلي والنفسي للاندماج في المجتمع.
ونقلت صحيفة "سود ويست" الفرنسية شهادات متعافين عن رحلة المرض، وقدمت تقريرها بالقول: "هؤلاء اقتربوا من الموت. الآن يبدأون أسابيع طويلة من إعادة التأهيل بعد شعورهم بالوحدة ومواجهتهم المرض بمفردهم بعيداً عن ذويهم".
وقال جورج (77 عاماً)، أحد المتعافين الذين نجوا من جحيم" كوفيد-19": "إنه مثل تسونامي، يأخذك جسديا وذهنيا".
ووصف أحد سكان ستراسبورج الغيبوبة التي كان فيها بأنها "رؤى نهاية العالم"، مضيفا أنه يريد الآن ويمكنه أن يستعيد نفسه مرة أخرى بعد معاناته 8 أيام في العناية المركزة، معتقداً أنه لن يعود إلى منزله مرة أخرى.
قال أحد أخصائيي العلاج الطبيعي في معهد إعادة التأهيل بجامعة "كليمنسو" الفرنسية إن جميع المرضى يحالون لأخصائيي علاج نفسي لإعادة تأهيلهم للاندماج في المجتمع بعد تلك التجربة القاسية.
وأضاف: "هم واجهوا الموت، والغالبية العظمى منهم دخلوا في موجات اكتئاب، لذا كان من الضروري إعادة تأهيلهم".
وفي معهد كليمنسو الذي افتتح وحدتين من 18 و20 سريرًا مخصصة لمرضى "كوفيد-19"، يعمل أخصائيو العلاج الطبيعي والمعالجون المهنيون ومعالجو التخاطب وغيرهم من علماء النفس على إعادة المرضى الضعفاء للغاية بعد نجاتهم من المرض.
أعراض ما بعد كورونا
يواجه المتعافون من كورونا في أول 6 أسابيع عددا من الأعراض، أبرزها: هزال عضلي هائل، وسوء تغذية وفقدان من 10 إلى 15% من الوزن، واضطرابات البلع، وصعوبات التنفس، وتستمر غالبا من 3 إلى 6 أشهر.
قالت الطبيبة ماري إيف إيسنر: "إنهم يعانون من الألم المزدوج. لقد أصيبوا بنوبة عضلية وعصبية، إضافة إلى أن لديهم جميع التأثيرات المتعلقة بعدم النشاط".
وأضافت أن معظمهم يشعرون بالشلل لمدة أسبوع بعد فقدانهم 10% من كتلة عضلاتهم، متابعة: "قد نرى عواقب عصبية وإدراكية، هناك تأثير واضح لهذا الفيروس على الجهاز العصبي".
يتولى فريق من الأطباء والمتدربين مسؤولية تحديد مرضى كورونا في مستشفيات جامعة ستراسبورج، الذين سيحتاجون إلى البقاء في مركز إعادة التأهيل النفسي والجسدي، بعد الانتقال من العناية المركزة، فمنهم من يعاني من أعراض تشبه السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد.
ووفقاً لرئيسة المركز جوليان برزيبيلا، فإن بعض المرضى لا يمكنهم حتى الجلوس ساكنين، ويتعين عليهم جميعاً إعادة تعلم إيماءات الحياة اليومية.
وقالت: "نبدأ تعليمهم وضعية الجلوس، والوقوف، والمشي، والتدريب على التمارين".
بينما قالت منسقة الرعاية ماري فيلتن: "إعادة التأهيل تتضمن أيضًا إعادة التفكير في مشروع الحياة. من الضروري لهؤلاء المرضى الذين أضعفوا نفسيًا بسبب العزل، إقامة علاقات مع طاقم التمريض، بينما تظل الزيارات محظورة".
إلى جانب الصعوبات الجسدية، فإن المرضى لديهم الكثير من الكوابيس، لديهم حساسية تجاه ما حدث في وحدة العناية المركزة، ومن ثم يتم تعيين ممرضات للتحدث معهم.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg جزيرة ام اند امز