مختبرات العالم تعلن الحرب على كورونا
المختبرات العامة والخاصة، ومراكز البحوث الجامعية الكبيرة، والتكنولوجيا الحيوية دخلت في سباق عالمي ضد فيروس كورونا المستجد
تتضافر الجهود الدولية بحثاً عن علاج فعال للجائحة التي آلمت جميع دول العالم، معلنين حالة الحرب لحين التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، فأين وصل هذا السباق؟
وبينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مؤخراً إطلاق مبادرة عالمية لوقف انتشار وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، والوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات، فإن هذه التعبئة الدولية التاريخية تسعى للتغلب على الفيروس وإيجاد لقاح.
وذكرت صحيفة "لا ديبيش" الفرنسية أنه منذ بداية الوباء، دخلت المختبرات العامة والخاصة، ومراكز البحوث الجامعية الكبيرة، والتكنولوجيا الحيوية، والشركات المبتدئة في علم الأحياء، في سباق عالمي ضد فيروس كورونا المستجد، للبحث عن علاج فعال، موضحة أن المجتمع العلمي العالمي يتأرجح بين الآمال والفشل.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن "أول تلك الجهود هي التي تم إجراؤها في الأدوية المضادة للفيروسات (ريمدسيفر) للمختبر الأمريكي Gilead Sciences، والتي فشلت في تحسين حالة مرضى (كوفيد- 19)".
الولايات المتحدة
وبعد يومين من الإعلان عن النتيجة الإيجابية لتجربة سريرية كبيرة أجراها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتجدة، بقيادة الدكتور أنتوني فوسي، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إذن الطوارئ لإعطاء عقار "ريمدسيفير" للمرضى في المستشفى، الذين يعانون بأعراض شديدة لفيروس كورونا.
وبالإضافة إلى "Gilead Sciences"، تعمل شركة سانوفي الفرنسية، خاصة في الولايات المتحدة، على لقاح يستغل التقدم المحرز بالفعل في البحث عن لقاح ضد السارس في أوائل العقد الأول من القرن 21.
كما تستخدم شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية منصة تكنولوجيا اللقاحات التي تم تطويرها سابقاً للعثور على لقاح تجريبي للإيبولا، وسيتم اختبار مرشح اللقاح على البشر بحلول سبتمبر/ أيلول، ومن المقرر إطلاق التسويق في مطلع عام 2021.
وتعمل شركة "Regeneron Pharmaceuticals"، وهي شركة تقنية حيوية مقرها في نيويورك، على تطوير علاج يمكن أن يمنع الأشخاص من الإصابة بفيروس كورونا.
وتدرس شركة "American Moderna Therapeutics"، مسار لقاح "آر.إن.أي" الذي تم اختباره في اليابان، وسيختبر قريباً أيضاً على الحيوانات.
الصين
وفي الصين، أعلن مختبر لقاحا تمت تجربته لأول مرة على قرود لحمايتها من فيروس كورونا المستجد، إذ تم إعطاء اللقاح، إلى 8 قرود، التي تم تعريضها للعدوى بـ"كوفيد- 19" بشكل مصطنع، وفقاً لبحث نشره عملاق الأدوية "Sinovac" للتكنولوجيا الحيوية.
وقال المختبر الذي نشر هذه النتائج في 19 أبريل/ نيسان على موقع "bioRxiv" إن 4 قرود تلقت جرعة عالية لم يكن لديها أثر للكشف عن الفيروس في الرئتين بعد 4 أيام من تعرضها للعدوى، وإن الشركة شرعت في تصنيع أول لقاح واسع النطاق للبشر.
فرنسا
وفي فرنسا، أعلن المختبر الفرنسي سانوفي للأدوية، في 14 أبريل/ نيسان، شراكة في تطوير لقاح مع شركة الأدوية البريطانية العملاقة جلاكسو سميث كلاين، الذي يستخدم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وضد الإنفلونزا الموسمية، فيما بدأ معهد باستور في تطوير لقاح باستخدام فيروس الحصبة المخفف.
ويدرس "المعهد الوطني للصحة والدراسات الطبية الفرنسي"، لقاح السل، إذ إن الدراسات الوبائية أظهرت بشكل مثير للاهتمام وجود علاقة بين أسباب وفيات مرضى السل وفيروس كورونا المستجد.
كما أعلن رئيس معهد المستشفى الجامعي للأمراض المعدية في مارسيليا ديدييه راؤول نجاح التجارب السريرية على علاج الهيدروكسي كلوروكين، المستخدم في علاج الملاريا.
بريطانيا
وفي بريطانيا، أعلن مختبر "أسترازينيكا" الأنجلو- سويدي، أنه توصل إلى اتفاق لمرشح لقاح طورته جامعة أكسفورد البريطانية للحماية من فيروس كورونا المستجد، وقد تم بالفعل إعطاء هذا اللقاح المحتمل لـ320 متطوعاً صحياً في إنجلترا.
واختتمت الصحيفة الفرنسية قائلة: "إجمالا هناك نحو 100 مشروع لقاح قيد التطوير حالياً، جزء بسيط منها فقط يخضع للتجارب السريرية على البشر".
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز