الوجه الآخر لفيروس كورونا.. كيف خدم الوباء أهداف ساعة الأرض 2023؟
بنهاية عام 2019، بدأ فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في التفشي، مغيرًا الأوضاع حول العالم.
ومع ازدياد شراسة هذا الفيروس وما خلفه من ملايين الوفيات، والتأثيرات طويلة الأمد التي نالت من المتعافين منه لاحقا، كان للجائحة وجه آخر، بعيدًا عن الأضرار التي أثرت سلبا على البشرية.
فبحسب ما نوه به خبراء خلال النصف الأول من عام 2020، كانت لهذه الجائحة تأثيرات إيجابية على البيئة، بحيث شهد كوكب الأرض انخفاضًا ملحوظًا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، نتيجة إجراءات الإغلاق التي اتخذتها أغلب دول العالم لمواجهة هذا الفيروس، والتي ترتب عليها توقف حركة عدد من المواصلات العامة والمصانع وغيرها.
تراجع نسبة التلوث
بالعودة إلى فبراير/ شباط من 2020، نشرت وكالة ناسا الفضائية صورا تظهر التغيرات التي ألمت بأجواء الصين تزامنا مع تفشي الموجة الأولى من فيروس كورونا، وتبين وجود انخفاض ملحوظ في مستويات أكسيد النيتروجين، تزامنًا مع تراجع أنشطة المصانع.
الوضع نفسه كان في أوروبا، بعدما أشار خبراء البيئة حينها إلى أن تركزات ثاني أكسيد النيتروجين تراجعت بنسبة 37%. أما في الهند، وبالتحديد في مارس/ آذار من سنة 2020، كشفت دراسات حينها عن أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون شهدت انخفاضا بنسبة 15%، قبل أن تزداد النسبة إلى 30% بحلول أبريل/ نيسان من نفس العام.
هل حقق تفشي كورونا أهداف ساعة الأرض 2023؟
من منطلق الشواهد السابقة، تساءل البعض عما إذا كان فيروس كورونا قد حقق جانبا من الأهداف التي تسعى فعالية ساعة الأرض إلى تحقيقها سنويا، بموجب مساهمة إجراءات الإغلاق في تقليل نسبة الانبعاثات الكربونية، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" الإجابة عليه خلال السطور التالية.
قال المهندس صابر عثمان، خبير التغيرات المناخية في مصر، إن فيروس كورونا المستجد كان له بالفعل آثار إيجابية، منها انخفاض نسبة تلوث الهواء في هذه الفترة، كما أن هذه الجائحة أعطت مثالًا لكثير من الشركات والقطاعات في العالم بأنه يمكن تنفيذ عدد من الأنشطة وأداء مهام العمل من المنزل، بما يعني تقليل الانبعاثات الكربونية المستهلكة في استخدام وسائل النقل.
واعتبر "عثمان"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن الفوائد الناجمة عن تفشي كورونا بالنسبة لانخفاض تلوث الهواء "كانت وقتية"، شارحًا: "انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال الـ150 عامًا الماضية ما زالت موجودة داخل الغلاف الجوي، وبناء عليه زاد تركيزها ونعاني بسببها من تغير المناخ، حتى لو توقفت عن الزيادة، فالانبعاثات تتواجد لمدة تتراوح ما بين 100 إلى 150 عامًا".
أردف: "الاستفادة كانت في فترة الإغلاق فقط فيما يخص تلوث الهواء، فهناك كمية من الانبعاثات الكربونية قلت وهذه حقيقة، كما تسبب هذا الفيروس في إعطاء مثال على كيفية العمل باستدامة، لكن لاحقًا عاد الجميع إلى ما كانوا عليه".
aXA6IDE4LjIxNy45OC4xNzUg جزيرة ام اند امز