35 زلزالا كبيرا تضرب الأرض في "وقت قياسي"
لم ينتهِ الربع الأول من عام 2023، ومع ذلك فقد واجه العالم خلال 78 يوماً فقط 35 زلزالاً كبيراً، وفق إحصائيات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
تجاوز العالم خلال تلك الفترة البسيطة الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2010 (23 زلزالاً كبيراً)، بزيادة كبيرة عن متوسط عدد الزلازل الكبيرة سنوياً، وهو 16 زلزالاً.
والزلازل الكبيرة، هي تلك الزلازل التي تكون قوتها ما بين 4.2 و7.9 ريختر، وتكون محسوسة ومؤثرة ولذلك تهتم مراكز الأبحاث المعنية بالزلازل برصدها، ولكن في العادة يشهد العالم يومياً عشرات الزلازل غير المحسوسة، حيث يقدر المركز الأمريكي لمعلومات الزلازل عددها بحوالي 20 ألف زلزال سنوياً بمعدل (55 زلزالاً في اليوم).
يقول شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لـ"العين الإخبارية"، إن "هذه الزلازل غير المحسوسة، هي رحمة من الله سبحانه وتعالى، حيث تقوم الأرض خلالها بتخريج الطاقة المكبوتة داخلها، قبل أن تتجمع وتتسبب في زلزال كبير".
ولا يعكس العدد غير المسبوق من الزلازل الكبيرة التي شهدها عام 2023، أي مؤشرات خطيرة، وفق الهادي، والذي أكد أن الصدوع النشطة حول العالم مرشحة في أي وقت لوقوع زلزال، نافياً أن يكون لهذه الزلازل أي علاقة باصطفاف الكواكب، وهي النظرية التي يروجها متنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغيربيتس .
ويوضح: "لو كانت نظريته صحيحة، لشهدنا عدداً أقل من الزلازل في عام 2023، حيث لم يتكرر اصطفاف الكواكب 35 مرة حتى الآن".
ويضيف أن "أحد الأسباب الرئيسية لنقد هذه النظرية، فشلها في تقديم تفسير لوقوع زلازل في أوقات لم تشهد اصطفافاً للكواكب".
وكان المتنبئ الهولندي قد أشار يوم السبت إلى أن حساباته تشير إلى وقوع زلزال وشيك في دول "العراق وإيران وليبيا، بالإضافة إلى كينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والهند"، ولم يشر إلى دولة الإكوادور التي شهدت في اليوم نفسه وقوع زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، وهو ما ينال من مصداقية نظريته.
واكتسبت هذه النظرية رواجاً بعد تغريدة غامضة أطلقها قبل أيام من زلزال تركيا وسوريا، قال فيها "إن آجلاً أو عاجلاً، ستشهد تلك المنطقة زلزالاً ضخماً"، وهي التغريدة التي قال عنها خبراء في الزلازل إنها لا تعكس أي شيء، لأن خبراء الزلازل يعلمون منذ زمن بعيد أن تلك المنطقة مرشحة لوقوع زلزال، وكلمة "آجلاً أو عاجلاً" لا تعطي أي موعد محدد.
ويعد الزلزال الذي شهدته تركيا وسوريا، هو الأضخم خلال عام 2023، ولذلك كانت تداعياته وخسائره المادية هي الأكثر وضوحاً، بينما الزلازل الأخرى، ومنها الزلزال الذي شهدته الإكوادور يوم السبت، لم تتعد خسائره البشرية وفاة 14 شخصاً.
في 6 فبراير/شباط ، وقع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.8 درجة في جنوب تركيا بالقرب من الحدود الشمالية لسوريا، وأعقب هذا الزلزال بعد تسع ساعات تقريباً زلزال بقوة 7.5 درجة يقع على بعد حوالي 59 ميلا (95 كيلومتراً) إلى الجنوب الغربي.
وكان الزلزال الأول هو الأكثر تدميراً الذي يضرب تركيا المعرضة للزلازل منذ أكثر من 20 عاماً، وكان بقوة الزلزال الذي وقع عام 1939، وهو أقوى زلزال تم تسجيله هناك، وتمركز بالقرب من غازي عنتاب في جنوب وسط تركيا، وهي موطن لآلاف اللاجئين السوريين والعديد من منظمات الإغاثة الإنسانية.
وتقود الحكومة التركية الاستجابة هناك من خلال التنسيق بين إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر التركي، وأعلنت سلطات الدولة حالة طوارئ من المستوى 4 مما أدى إلى طلب المساعدة الدولية، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 من مقاطعات البلاد.
وسارعت الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى الاستجابة لطلبات المساعدة الدولية، ونشرت فرق الإنقاذ وتقديم المساعدة.
واعتبارًا من 1 مارس/آذار، حدث أكثر من 11000 هزة ارتدادية وفقًا لهيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، ومن المتوقع أن تستمر الهزات الارتدادية في المستقبل المنظور.
وفي 20 فبراير/شباط، تسبب زلزال بقوة 6.4 درجة في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 213 في جنوب تركيا، وفي 27 فبراير، ضرب زلزال بقوة 5.6 درجة جنوب تركيا، ما تسبب في انهيار المباني المتضررة ومقتل شخص واحد على الأقل.
وتعد الزلازل الجديدة من بين أسوأ السيناريوهات بالنسبة للمنطقة لأنها يمكن أن تؤثر على الاحتياجات الإنسانية والقدرة على تلبيتها، كما أن المباني المتضررة معرضة لخطر الانهيار، وقد يستمر الناجون في الشعور بالخوف المستمر بينما يبدأون أيضًا في التعامل مع الصدمات الدائمة.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز