"السلامة ليست مجانية".. خبير ياباني يكشف كيف تقاوم المباني الزلازل (حوار)
شهدت تركيا، مؤخرا، صدمة زلزالية ثانية كانت قريبة في القوة من الصدمة الأولى في 6 فبراير/شباط 2023، وهو نمط غير شائع في الزلازل.
وتشير التقارير التي أيدتها إجراءات اتخذتها الحكومة التركية، تجاه بعض مقاولي البناء، إلى أنه كان يمكن تقليل الخسائر، إذا كانت المباني تتمتع بقدر من المقاومة للزلازل.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، يشرح الخبير الياباني إيكو تووهاتا، أستاذ الهندسة الجيوتقنية في جامعة طوكيو باليابان، رؤيته لحالة البناء في المناطق المتضررة من الزلازل، والأسباب التي أدت لمشهد الدمار الواسع، وكيف يمكن تجنب هذا الوضع مستقبلا.
وشدد على أن الحلول سهلة ويسيرة ومعروفة، ولكن المشكلة تكمن في القدرة على التضحية بالأموال للاستثمار في مبنى مقاوم للزلازل.
وإلى نص الحوار.
* بداية: هل تعتقد أنه كان من الممكن تفادي المزيد من خسائر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا؟
** لا شك في قيمة البناء الأفضل، فالبناء الأكثر مقاومة للزلازل يقلل الضرر، ويمكنك إلقاء نظرة على النجاح الذي حققه هذا النمط من البناء في بلدية إرزين بولاية هاتاي التركية، حيث كانت الخسائر فيها أقل، مقارنة بالمدن الأخرى.
* وما أبرز ملاحظاتك كخبير في البناء على الفيديوهات المتداولة لانهيار المباني في أثناء الزلزال؟
** خبرتي ليست في البناء، ولكن في المشاكل التي تحدث تحت الأرض نتيجة الزلازل والتي تؤدي لانهيار المبنى، والدرس المستفاد مما حدث في تركيا وسوريا، هو أن السلامة ليست مجانية.
*يقال إن الصدمة الثانية التي أعقبت الزلزال الأول أدت إلى مزيد من الخسائر؟
** يمكن تصميم الهياكل لمقاومة صدمات الزلازل، وتساعد الحالة الفنية الحالية لهندسة الزلازل، الهياكل على النجاة من الصدمات النادرة جدا والقوية مع حدوث أضرار غير مميتة، ولكن المشكلة تكمن في من يدفع المال وكم من الأموال ستدفع، فالبقاء على قيد الحياة دون ضرر مكلف للغاية، وبعد وقوع بعض الأضرار، يكون التصميم المقاوم للزلازل أقل من المستوى الأصلي وقد لا يتمكن هذا الهيكل من تحمل الصدمة الثانية النادرة والقوية، وأولئك الذين لا يحبون هذه المشكلة يجب أن يدفعوا أكثر للبناء ولكن لا أحد يريد أن يفعل ذلك.
* بما أننا شهدنا نمطا فريدا من الزلازل، هل يتطلب ذلك من وجهة نظرك إجراء تعديلات على أكواد الزلزال؟
**على حد علمي، أكواد الزلزال في تركيا ليست مشكلة، المشكلة هي أن القانون لا يحترمه الأشخاص الذين لا يريدون دفع أموال إضافية مقابل الأمان، وهذا هو الحال في كل مكان في العالم، حيث يعتقد الناس أن الزلازل والفيضانات والانهيارات الأرضية والاحترار العالمي وما إلى ذلك ليست مشكلتهم الخاصة ولكن مشكلة شخص آخر، ويترددون في دفع المال، ولا يمكننا أن نلومهم لأن قضايا الحياة اليومية والأسرة من الواضح أنها القضية الأولى.
*ولكن الأكواد التي لم تٌحترم للأسباب التي ذكرتها، أليس من الواجب تغييرها؟
** ليس من الشائع حدوث توابع قوية مثل تلك التي لوحظت في أحداث الزلازل الأخيرة في تركيا وسوريا، لذلك قد يكون من المفيد تغيير كود الزلازل بحيث يراعي تأثيرات التسلسل الزلزالي، ولكن كما قلت، فإن العبرة ليست في وجود كود للزلازل، ولكن العبرة في التطبيق.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز