"العين الإخبارية" تجيب عن سؤال الساعة: هل يعود عالم كورونا المخيف؟
عاد فيروس كورونا ليشكل مخاوف كبيرة بعد الانتشار المفاجئ لمتحور سُمِّي "يوم القيامة"، فهل يقترب العالم من سيناريو 2020 ثانية؟.
منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، أعرب العديد من مسؤولي الصحة بدول مختلفة خاصة أوروبية عن تخوفهم من سلالة كورونا الجديدة، ووصفوها بأنها "خرجت عن السيطرة".
من بين هؤلاء وزيرة الصّحة الإسبانية كارولينا دارياس، التي أعربت في مؤتمر صحفي عن قلق مدريد بشأن "احتمال ظهور متحورات جديدة خارجة عن السيطرة في الصين".
أيضا رأى وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا "خرجت عن السيطرة"، ما استدعى إعادة فرض الإغلاق في لندن وأجزاء من إنجلترا.
المخاوف الأوروبية من تحورات فيروس كورونا الأخيرة طالت العديد من الدول بينها إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، التي فرضت جميعها على المسافرين القادمين من الصين "تقديم نتيجة سلبية لاختبار (كوفيد-19) قبل أقل من 48 ساعة من السفر".
أيضاً فرضت على المسافرين القادمين على متن الطائرات القادمة من الصين وضع الكمامات، ويمكن تفسير رد فعل هذه الدول بـ"الصدمة التي خلّفها وباء كوفيد وما رافق ذلك من إجراءات حجر وتباعد صارمة خلال تفشي الجائحة في 2020".
لا يوجد متحور تحت السيطرة
الدكتور أيمن الشبيني، مدير المعاهد البحثية في مدينة زويل التعليمية في مصر، وأستاذ علم الميكروبيولوجي، كشف أن هناك 9 متحورات جديدة لفيروس كورونا ظهرت في الصين خلال ديسمبر/كانون الأول 2022، وجميعها خرجت من عباءة أوميكرون.
وقال الشبيني لـ"العين الإخبارية" إن متحور BF.7 هو الأكثر انتشاراً حالياً في الصين، مشيراً إلى أن متحورات أوميكرون تقدر بـ150 إلى 500 على مستوى العالم، وفقاً لتصريحات مسؤولين من منظمة الصحة العالمية.
وحول المخاوف من خروج متحورات كورونا عن السيطرة، أكد عدم وجود متحور فيروسي تحت السيطرة، مضيفاً: "بمعنى أن التحور سمة طبيعية تحدث تلقائياً في الفيروسات أحادية الشريط الوراثي مثل الإنفلونزا وكورونا".
وتابع: "الدليل على ذلك هو تحديث لقاحات الإنفلونزا سنوياً بحيث تكون شاملة للتحورات التي طرأت عليها خلال العام الماضي، لذا فإنه لا توجد قوة تستطيع السيطرة على التحور الفيروسي ولم ولن يحدث أن نقول إن هناك تحوراً تحت السيطرة".
وأوضح أن التحور قد يكون غير محسوس بحيث يكون تأثيره محدود جداً، وقد يكون تحوراً محسوساً وملموساً مثلما حدث مع نسخة "دلتا" من كورونا وكان تحوراً شرساً.
وأشار إلى أن مغير أوميكرون أضعف من دلتا لكنه أكثر قدرة على الانتشار بفضل تحوراته الكثيرة التي "تقلل من كفاءة اللقاحات الحالية".
وأضاف: "لكن الشيء الإيجابي هو وجود تكنولوجيا وطريقة تخليق لقاحات ضد أي متحور جديد معروف، وبالتالي الاستجابة لتخليق لقاحات جديدة سيتكون أسرع مما سبق".
ورأى أن كل التحورات الأخيرة لفيروس كورونا تأثيرها ضعيف ويشبه الإنفلونزا، وإن كان التأثير الأكبر على كبار السن والأطفال، كما أنه لا يوجد ذعر لأن نسبة وفيات الفيروس مقارنة بعدد الإصابات 1% عالميا.
وبشأن عودة سيناريو كورونا 2020، اعتبر أن كل شيء وارد لأن التحور الفيروسي ليس له قيود كما أنه يحدث في دقائق، مضيفاً: "وارد يحدث تحور شرس آخر مثل دلتا ووارد لا".
الوضع أقل حدة من 2020
الدكتور محمد أحمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في مصر، اعتبر أن وضع جائحة كورونا حتى الآن أقل حدة من 2020، وشرح كيفية حدوث تحورات كثيرة للفيروس.
وقال أستاذ الفيروسات لـ"العين الإخبارية" إن التحورات تحدث لأن الفيروس ينتقل من عائل (إنسان) لآخر ومع كثرة الإصابات تحدث الطفرات والتحورات، موضحا أن الطفرات دائماً غير متوقعة ولا نعلم أين ستقع في التركيب الجيني وماذا سيعود من الطفرة على سلوك الفيروس، وكلها أشياء غير متوقعة.
ورأى أن أعداد الإصابات الكبيرة في الصين طبيعية قياساً على عدد سكان هذه الدولة، ومع تحورات الفيروس قد يزيد الانتشار وتختلف الأعراض قليلاً عن السابق لكن نسبة الوفيات أقل.
وقلل أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث من المخاوف الكبيرة بشأن التحورات الأخيرة لفيروس كورونا، موضحاً أن الفيروس لم ينته وموجود ويتطور مثل فيروسات كثيرة كالإنفلونزا.
وأضاف: "إذا كان القلق بشأن عودة سيناريو 2020، فالوضع الحالي ليس بهذه الصورة ولا أعتقد أن ذلك السيناريو سيتكرر".
هذه خصائص متحور "يوم القيامة"
الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، قال إن متحورات فيروس كورونا لن تتوقف وكان آخرها BF.7 الذي خرج من عباءة سلالة أوميكرون.
وأوضح بدران لـ"العين الإخبارية" أن متحور أوميكرون ليس جديدًا، لأنه كان موجودًا في 91 دولة على مدار العامين الماضيين، وتم رصده في 2021 في أمريكا وأوروبا.
وتحدث عن خصائص متحور BF.7 الذي يثير القلق حالياً وسمّاه البعض "يوم القيامة"، معتبرا أن هذه مبالغة غير مقبولة، موضحا أن المتحور لديه القدرة على الانتشار السريع والعدوى السريعة، ومن الممكن أن يعدي الشخص الواحد المصاب من 10 إلى 18 شخصا.
وأشار إلى أن عدوى متحور "يوم القيامة" يمكن أن تصل للملايين في اليوم الواحد، خاصة في المجتمعات المزدحمة، قائلا: "هو شديد العدوى وسريع الانتقال بين سكان الصين، حيث يصيب مليون شخص يوميًا على الأقل".
وأوضح بدران أن كورونا يتطور بسرعة غير مسبوقة، لكن علينا أن نترقب ولا نرتعب مع الاهتمام بالتطعيم ضد الفيروس، مضيفا: "المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والحوامل والحاصلون على تطعيم منذ فترة طويلة هي الفئات الأكثر تضرراً حالياً".
وشدد على أن المتحور الأخير غير موجود في مصر، لكنه استطرد: "فيروس كورونا مولع بإنتاج المتحورات الجديدة، لذا نتوقع متحوراً جديداً كل أسبوعين بحسب المستجدات العالمية الحالية".
واختتم: "لا يجب الثقة في فيروس من هذا النوع ويجب التعامل معه بحرص بعدما حصد قرابة الـ7 ملايين شخص خلال الـ3 سنوات الأخيرة".
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA=
جزيرة ام اند امز