أوميكرون يتوغل.. هل نحتاج إلى جرعة رابعة من لقاح كورونا؟
منذ تفشي متغير "أوميكرون" والأسئلة تتواتر حول مدى أهمية الحصول على جرعة رابعة من اللقاح المضاد لكورونا للتصدي للنسخة الأشد من الفيروس.
بالفعل أعلنت بعض الدول تقديم جرعة رابعة من لقاح كورونا لمواطنيها، خاصة كبار السن والمقيمين في الرعاية طويلة الأجل، كان آخرها إسرائيل.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الأحد، أن بلاده ستقدم جرعة رابعة من لقاح "كوفيد-19" للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما وللطاقم الطبي، بعد زيادة عدد الإصابات بالمتحور Omicron.
سبقها إعلان أونتاريو الكندية، الخميس، تقديم جرعة رابعة من لقاح mRNA COVID-19 للمقيمين في الرعاية طويلة الأجل بعد ثلاثة أشهر من الجرعة الثالثة.
القرار الكندي تم اتخاذه بناءً على توصيات من اللجنة الاستشارية للتحصين في أونتاريو، لكون هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للإصابة بعدوى كورونا بسبب ضعف المناعة.
بينما قال وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ، الخميس، إنه ستكون هناك حاجة لجرعة رابعة للحفاظ على الحماية ضد متغير أوميكرون.
التعزيز بجرعات إضافية من لقاح كورونا
أظهرت الدراسات حتى الآن أن جرعتين فقط من لقاحات "كوفيد-19" قد لا تكونان فعالتين ضد متغير Omicron.
ومع ذلك، فقد أشارت البيانات إلى أن التعزيز بجرعة إضافية من لقاحات كورونا قد يعيد هذه الحماية إلى مستوى مشابه لما يوفره نظام الجرعتين ضد المتغيرات الأخرى.
بينما يؤكد العلماء أنه من السابق لأوانه الحديث عن جرعة رابعة أو تحصين سنوي، خاصة أنهم في حاجة إلى مزيد من البيانات.
وتشير التقارير المبكرة إلى أن الجرعتين القياسيتين من لقاح COVID-19 قد لا توفران حماية كافية ضد الإصابة بمتغير أوميكرون، على الرغم من استمرار توفير الحماية الكافية ضد المرض الشديد والوفاة.
وقد أدى ذلك إلى تسريع طرح المعززات في العديد من البلدان، حيث أعلن صانعو اللقاحات أنهم يعملون على لقاحات خاصة بأشكال مختلفة.
على الرغم من أن ضرورة الجرعات الثلاث أصبحت واضحة، إلا أنه من غير الواضح كم من الوقت تستمر تلك الحماية مع تضاؤل الأجسام المضادة بمرور الوقت.
السؤال الآن: هل هناك حاجة لجرعة رابعة لمكافحة المتحور؟ وإذا كان الأمر كذلك، متى سيتم إعطاؤها؟ كل هذا لا يزال غير معروف في الوقت الحالي.
أهمية الجرعة الرابعة من لقاح كورونا
صرح ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، أنه قد تكون هناك حاجة لجرعة رابعة بعد أن أظهرت الأبحاث الأولية أن متغير Omicron يمكن أن يقوض الأجسام المضادة الناتجة عن لقاح كورونا.
وقال بورلا، لشبكة CNBC الأسبوع الماضي: "أعتقد أننا نحتاج الجرعة الرابعة من اللقاح عاجلاً وليس آجلاً"، مشيرا إلى أن البيانات التي ستأتي من أرض الواقع ستحدد ما إذا كان أوميكرون مغطى جيدًا بالجرعة الثالثة وإلى متى ستستمر المناعة.
وعلى الرغم من هذه التعليقات، لم تقرر منظمة الصحة العالمية (WHO) الموافقة على طرح عالمي للجرعات المعززة وأشارت إلى الحاجة إلى مزيد من البيانات قبل اتخاذ القرار.
موضوع آخر مطروح على الطاولة هو تقصير الفترات الفاصلة بين الجرعة الثانية والجرعات المعززة.
ونقل موقع healthline عن الدكتورة مونيكا غاندي، إخصائية الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قولها إن "البحث يشير إلى أن إعطاءها في وقت مبكر جدًا لن يقدم فائدة كبيرة".
وأوضحت: "البيانات حتى الآن تدعم إعطاء المعززات من 4 إلى 6 أشهر بعد الجرعة الثانية، لكن تباعد الجرعات يزيد في الواقع من قدرة المناعة، لذلك فالأفضل ألا تقدم قبل 12 أسبوعًا من آخر جرعة".
ما نعرفه: 3 جرعات أفضل ضد أوميكرون
في الوقت الحالي لا توجد بيانات كافية للقول بشكل قاطع ما إذا كنا بحاجة إلى جرعة رابعة، ومع ذلك يظهر عدد متزايد من التقارير أن 3 جرعات ستكون حاسمة بالنسبة لأوميكرون.
أظهرت مسودة بحث من جامعة أكسفورد نُشرت هذا الأسبوع أن جرعتين فقط من لقاح أسترازينكيا أو فايزر توفران القليل من الحماية ضد عدوى أوميكرون.
قالت غاندي: "تُظهر الدراسات أن متغير Omicron يمكن أن يفلت من النشاط المعادل للأجسام المضادة الناتجة عن لقاح فايزر المكون من جرعتين، على الرغم من أن أولئك الذين يعانون من عدوى سابقة ثم التطعيم كان لديهم قدر أقل من الهروب".
ومع ذلك، أشارت إلى أن لقاح mRNA بجرعتين لا يزال يحمي الأشخاص المصابين بمتغير أوميكرون من مرض شديد، في إشارة إلى دراسة حديثة صدرت في جنوب أفريقيا.
ووجدت الدراسة أن جرعتين وفرتا حماية بنسبة 70% من العلاج بالمستشفى مع أوميكرون و33% حماية ضد العدوى، وكانت هذه الأرقام 93% و80% لمتغير فيروس كورونا دلتا، على التوالي.
وأظهرت البيانات السابقة من شركة فايزر أن إعطاء جرعة معززة يزيد بشكل كبير من تحييد الأجسام المضادة، ما يجعل حماية اللقاح قريبة من الجرعتين المقدمتين ضد دلتا.
وبالمثل، قارنت دراسة إسرائيلية الأشخاص الذين تناولوا جرعتهم الثانية منذ 5 إلى 6 أشهر وأولئك الذين تلقوا جرعة معززة منذ حوالي شهر، وجدوا أن جرعة ثالثة توفر حماية 100 ضعف ضد أوميكرون.
أيضًا أشار تحليل مبكر من المملكة المتحدة إلى أن الجرعات المعززة منعت 70 إلى 75% من الأشخاص من ظهور أي أعراض، ووجدوا اختلافًا طفيفًا اعتمادًا على ما إذا كانت الجرعات الأولية من لقاح أسترازينكيا أو لقاح فايزر.
استنادًا إلى البيانات حتى الآن، قالت غاندي إن جرعة رابعة غير مبررة، موضحة: "تساعد الجرعة الثالثة على زيادة الحماية ولكن ليس لدينا بعد سبب منطقي لجرعة رابعة".
هل نحتاج إلى لقاح خاص بمتغير أوميكرون؟
قالت شركة فايزر إنها تعمل حاليًا على لقاح خاص بأوميكرون يمكن أن يكون جاهزًا للتوزيع في وقت مبكر من مارس/ آذار 2022.
عند مواجهة المتغيرات السابقة لفيروس كورونا مثل كل من دلتا Delta وبيتا Beta، عملت فايزر وموديرنا على تطوير لقاحات معدلة لكنهما رأتا أن الصيغ الحالية توفر نفس القدر من الحماية.
وقال الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي: "قد نحتاج أو لا نحتاج إلى إنشاء لقاح جديد مصمم للمتغيرات الجديدة في المستقبل".
وأضاف: "هناك الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى لقاح مخصص مع أوميكرون وهو شديد العدوى".
وفقا للبيانات التي جمعها الخبراء، فإن أوميكرون قد لا يكون سببًا في حدوث مثل هذه العدوى الشديدة.
وتابع: "وإذا كان هذا هو الحال فإن لقاحاتنا الحالية مع المعززات توفر قدرًا من الحماية ضد أوميكرون، فمن المحتمل أننا لن نحتاج إلى لقاح خاص بأوميكرون. لكن هذه القرارات لم تُتخذ".
بينما قالت غاندي إنه نظرًا لأن الأجسام المضادة من الخلايا البائية التي يسببها اللقاح تتكيف مع المتغيرات، فمن المحتمل ألا تكون المعززات الخاصة بالمتغيرات ضرورية.
وأوضحت: "نحن نعلم الآن أن الخلايا التائية من اللقاح لا تزال تعمل ضد أوميكرون، بالإضافة إلى ذلك الخلايا البائية التي تولدها اللقاحات تكيف الأجسام المضادة الجديدة التي تنتجها لتعمل ضد المتغيرات".
مع ذلك فإن اللقاحات لن تكون سلاحنا الوحيد ضد أوميكرون، إذ يمكن للأدوية المضادة للفيروسات أن تمنع تطور العدوى إلى حالات خطيرة، مثل حبوب Paxlovid المضادة للفيروسات من شركة Pfizer ومولنوبيرافير Merck's Molnupiravir.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA=
جزيرة ام اند امز