هكذا نفهم جائحة كورونا.. طفرات تنتج تحورات تتطور إلى سلالات
ما أن اعتقدنا أننا أصبحنا على دراية بمصطلحات الجائحة، حتى بتنا نواجه بمجموعة أخرى، وهي الطفرة والتحور والسلالة "المتحورة" و"الهجينية".
ساعدتنا الجائحة التي يشهدها العالم منذ العام الماضي في زيادة حصيلة المفردات التي بتنا نعرفها، مثل معدات الوقاية الشخصية، والتباعد الاجتماعي، وتتبع الاتصال.
ولكن ما أن اعتقدنا أننا أصبحنا على دراية بمعظم المصطلحات التي تتعلق بالجائحة، حتى بتنا نواجه بمجموعة أخرى من المصطلحات، وهي الطفرة والتحور والسلالة بنوعيها "المتحورة" و"الهجينية".
وتخلط بعض وسائل الإعلام في متابعتها لتطورات الجائحة والتحورات التي ظهرت في المملكة المتحدة والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا بين هذه المصطلحات الأربعة، وهو ما يوضحه تقرير نشره موقع "ذا كونفرسيشن" تستعرضه "العين الإخبارية".
بحسب التقرير، المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد -19"، تسمى بـ "الحمض النووي الريبوزي (RNA)، ولتكرار العدوى، وبالتالي إثبات الإصابة، يجب أن يختطف الحمض النووي الريبوزي للفيروس الخلية المضيفة ويستخدم آلية الخلية لتكرار نفسه.
وغالبًا ما تحدث الأخطاء أثناء عملية تكرار الحمض النووي الريبي الفيروسي، وينتج عن هذا فيروسات متشابهة، لكنها ليست نسخًا طبق الأصل من الفيروس الأصلي، وتسمى هذه الأخطاء في الحمض النووي الريبي الفيروسي بالطفرات، وتسمى الفيروسات التي تحمل هذه الطفرات بـ "المتحورات " أو "المتغيرات".
ويمكن أن تختلف المتغيرات عن الفيروس الأصلي في طفرة واحدة أو عدة طفرات، كما يؤكد التقرير.
ويضيف أنه ليست كل الطفرات لها نفس التأثير، فعندما تحدث في نقطة واحدة ، فإنها لن تغير بالضرورة أي من اللبنات الأساسية التي تسمى الأحماض الأمينية، وفي هذه الحالة ، لن تغير طريقة تكوين الفيروس.
وفي بعض الأحيان، تحدث هذه الطفرات المفردة في جزء من الحمض النووي الريبي الفيروسي الذي يتسبب في حدوث تغيير في لبنة بناء معينة، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون هناك العديد من الطفرات التي تغير معًا لبنة البناء.
ومنذ بداية الوباء حدثت آلاف المتحورات، ولكن تم تصنيف بعضها فقط على أنه سلالة، مثل السلالة الهندية والبريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية، لأنها تصرفت بشكل مختلف عن الفيروس الأصلي، كما يشير التقرير.
وجاء فيه أن "السلالة هي متغير يتم بناؤه بشكل مختلف، وبالتالي يتصرف بشكل مختلف ، عن الفيروس الأصلي، ويمكن أن تكون هذه الاختلافات السلوكية دقيقة وواضحة، وبالتالي فإن جميع السلالات متغيرات، ولكن ليست كل المتغيرات سلالات".
ويوضح أنه " على سبيل المثال ، يمكن أن تتضمن هذه الاختلافات الارتباط بمستقبل خلية مختلف، أو الارتباط بقوة أكبر بالمستقبل، أو التكاثر بسرعة أكبر، أو الإرسال بشكل أكثر كفاءة، وما إلى ذلك".
وإذا كانت السلالة المتحورة التقليدية، تحدث نتيجة طفرة داخل جينوم فيروس واحد، فإن السلالة الهجينة تكون نتاج امتزاج فيروسين يتفرعان من فيروس أصلي.
ويؤكد التقرير أن "حدوث هذه العملية يتطلب أن يصيب فيروسان نفس الخلية لدى مريض واحد، وفي لحظة دقيقة جدا يحدث نسخ متماثل، فيقوم الإنزيم المسؤول عن ولادة نسخة جديدة، بإفراز فيروس ثان هجين".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز