ماذا يعني إيداع مرضى كورونا العناية المركزة؟
دخول العناية المركزة يعتبر تصعيدا كبيرا في خطة العلاج من الفيروس، وهو قرار لا يتهاون الأطباء معه.
مع إيداع بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني العناية المركزة، ليل الإثنين، هناك تساؤل حول ما يعنيه دخول مرضى فيروس كورونا المستجد إلى تلك الوحدة.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن دخول العناية المركزة يعتبر تصعيداً كبيراً في خطة العلاج من الفيروس، وهو قرار لا يتهاون الأطباء معه، لأن عدداً قليلاً فقط من مرضى كورونا يحتاجون إلى دخول العناية المركزة؛ معظمهم من كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، فيما يتعافى الباقون دون دخول عناية مركزة.
كما يتضح من اسمها، فإن العناية المركزة هي وحدة مكرسة لعلاج المرضى الذين يعانون من حالات مرضية بالغة أو إصابات، أما العناية الحرجة فهي مخصصة للمرضى في حالات حرجة، الذين أودعوا هناك لأنهم عرضة لخطر حقيقي.
وتعمل فرق الأطباء والتمريض على مدار الساعة مع وجود ممرضين متخصصين على مستوى عالٍ من التدريب يهتم كل واحد فيهم بمريض واحد، ويتابعون حالة الجسد والاستجابة البدنية للعلاج.
وفي الحالات الحرجة، يتم تخدير المرضى ووضعهم في حالة غيبوبة، ثم وضع أنابيب التنفس، حتى يتمكن جهاز التنفس الاصطناعي من مساعدتهم على التنفس، فيما تراقب الأجهزة القلب والرئتين والأعضاء الحيوية باستمرار.
والفكرة هنا هي دعم الجسم طبياً بالسوائل، والأدوية، والأكسجين، لمنح الجسم أفضل فرصة لمكافحة العدوى والتعافي من المرض.
ويمكن للعناية المركزة أيضاً أن تعني تقدم الدعم للمرضى الذين يقتربون من المرحلة المرضية الشديدة، لكن لم يصلوا ليها تماماً؛ حيث يحتاجون إلى المساعدة والدعم، ولكن ربما يتجنبون الحاجة للتخدير أو الوضع على أجهزة التنفس الصناعي.
وبالنسبة لفيروس كورونا المستجد، الذي يهاجم الرئتين مسبباً التهاباً رئوياً حاداً يترك المرضى يصارعون من أجل الحصول على أكسجين كافٍ في الدم، فإن واحداً من أفضل العلاجات الشائعة هو ما يعرف بـ"CPAP"، أو ضغط مجرى التنفس الإيجابي.
وهذا يتضمن وضع غطاء وقناع على الوجه يوصل ضغط هواء منتظم وثابت يساعد الناس على التنفس، ويظل المريض يقظاً دون تخدير ويمكن تحريك ذراعيه وساقيه.
من جانبها، ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الفرق الطبية التي تقدم العلاج للمرضى في حالات خطيرة يعمل كل فرد منهم مع مريض واحد داخل العنابر، ولديهم معدات لقياس كل شيء؛ من نبضات القلب إلى درجات الحرارة، إلى مستويات الأكسجين في الدم، التي تعتبر مؤشراً رئيسياً على تدهور حالات المصابين بفيروس كورونا. لكن حتى في وحدات العناية المركزة، يكون بعض المرضى في حالة "أفضل" من غيرهم.
ففي بعض الحالات، يتلقى المرضى العلاج وهم واعون، ويواصلون تلقي ضغط مجرى التنفس الإيجابي.
وبموجب هذه الوسيلة، يتم توصيل الأكسجين بضغط أعلى لإبقاء مجرى الهواء مفتوحاً، وهذا مفيد بشكل خاص في حالات الناس الذين يعانون من التهاب رئوي.
أما في حالات أخرى، تكن التهوية الميكانيكية ضرورية، مع إدخال المريض في غيبوبة طبية، وتوضع أنابيب التنفس من أجل المساعدة على التنفس، وتتم مراقبة القلب والرئتين والأعضاء الأخرى باستمرار.