أكسجة خارج الجسم.. سلاح جديد في معركة كورونا
التقنية تعمل بشكل مشابه لآلات القلب والرئة المستخدمة أثناء جراحات القلب المفتوح، حيث يجري ضخ الدم والهواء ميكانيكيا للمريض
التقط طبيب طوارئ في مدينة سياتل بولاية واشنطن عدوى فيروس كورونا المستجد، بينما كان يعالج دون كلل أو ملل مصابين بأعراض خطيرة. ويأتي هذا في الوقت نفسه الذي تحولت فيه أعراض كوفيد-19 من خفيفة إلى مهددة للحياة لرجل من مدينة فينيكس في ولاية أريزونا.
كلا الرجلين، الأقل من 60 عاما، كانا ينعمان بصحة جيدة جدا إلى أن وجدا نفسيهما في وضع مهدد لحياتهما بعد الإصابة بكورونا المستجد، ما استدعى وضعهما على أجهزة التنفس الصناعي.
وفي ظل نقص الإمدادات الطبية، وعلى رأسها أجهزة التنفس الصناعي، سعى الأطباء للبحث عن بدائل أو مكملات لإنقاذ مرضى كورونا.
ومع تدهور حالتيهما وفي محاولة أخيرة لإنقاذ حياتهما، اضطر الأطباء المعالجون إلى المخاطرة وتطبيق إجراء تجريبي عليهما، يتضمن إعادة الأكسجين إلى دمهما، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبفضل هذا الإجراء، أصبح دكتور ريان بادجيت، 44 عاما، وإينس ديديك، 53 عاما، يتنفسان بصورة طبيعية دون أجهزة، فضلا عن شفائهما من "كوفيد-19".
ويعتبر بادجيت وديديك أول مريضين في العالم يخضعان لإجراء يعرف باسم ECMO أو "أكسجة غشائية خارج الجسم"، ويمنحان للبشرية أملا في سلاح جديد لمكافحة تفشي كورونا المستجد وإنقاذ حياة المصابين الذين يعانون من أعراض مميتة.
وقال دكتور ريان بادجيت إن إنقاذ حياته بهذه الطريقة تشبه ما يحدث في الأفلام.
وخلال هذا الإجراء، يسحب الأطباء الدم من جسم المريض ويتم تجديده بالأكسجين ثم إعادته للمريض مرة أخرى.
ويلجأ الأطباء لهذا الإجراء عندما لا يكون التنفس الصناعي وحده كافيا لإنقاذ حياة المريض.
ويعمل ECMO بشكل مشابه لآلات القلب والرئة المستخدمة أثناء جراحات القلب المفتوح، حيث يجري ضخ الدم والهواء ميكانيكيا للمريض أثناء خضوعه للإجراء.
وتسحب الآلة المستخدمة في ECMO الدم من الجسم، وتستخدم رئة اصطناعية لإدخال الأكسجين إلى خلايا الدم الحمراء المتعطشة، ثم تضخ هذا الدم المجدد إلى الجسم مرة أخرى، ما يساعد على منع موت الخلايا في الأنسجة المحرومة من الأكسجين.
وبدأت بالفعل مستشفيات عديدة عبر أنحاء الولايات المتحدة في تجربة إجراء ECMO جنبا إلى جنب مع أجهزة التنفس الصناعي.
ويمكن في بعض الحالات أن يتسبب التنفس الصناعي نفسه في تلف الرئتين من خلال دفع الهواء شديد الضغط والإفراط في إشباعهما بالأكسجين.
وأشار تحليل جديد إلى وفاة 80% من مرضى كورونا المستجد الخاضعين لأجهزة التنفس الصناعي في نيويورك.
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg
جزيرة ام اند امز