المحصنون من كورونا.. أسرار المقاومة الجينية الفطرية
يمكن أن تكون المقاومة الجينية الفطرية مورداً غير مستغل في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، فيكون البعض محصنا دون تطعيم.
صرح بذلك فريق من الخبراء الدوليين في تقرير جديد نُشر في مجلة Nature Immunology، إذ اقترح المؤلفون النظر في العوامل التي يمكن أن تؤثر على القابلية للإصابة بمرض شديد، والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى مقاومة فطرية للمرض، كأهداف بحثية، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
يعتمد الاحتمال على ثروة من المعرفة المتاحة بالفعل للعدوى الأخرى، بما في ذلك فيروسات نقص المناعة البشرية ونوروفيروس (إنفلونزا المعدة والمسبب الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء الحاد بين جميع الفئات العمرية)، ويمكن أيضاًَ أن يوفر فرصة لفهم المرض الناجم عن فيروس كورونا SARS-Cov-2 بشكل أفضل وتطوير علاجات ولقاحات أفضل.
وفقاً لمؤلفي الدراسة، يمكن تفسير التباين السريري لـ"كوفيد -19"من العوامل الوراثية.
يتعلق أول هذه الأسباب بالحساسية الفطرية للفيروس، والتي يمكن ربطها بمستوى النوع الأول من الإنترفيرون (INF)، وهي بروتينات تلعب دوراً أساسياً في الاستجابة المناعية للفيروس، والتي تم ربط نقصها (على سبيل المثال) بالأخطاء الفطرية في الجينات التي ترمز لهذه البروتينات، بحوالي 20 ٪ من الحالات الحرجة لـ Covid-19.
في 10 ٪ من الحالات، يكون لدى الأشخاص الذين يصابون بنوع حاد من Covid أضداد ذاتية موجودة مسبقاً ضد النوع الأول من بروتينات IFNs، مما يدعم النقص المحتمل للبروتينات في زيادة القابلية للإصابة بالعدوى.
وبالمثل، فيما يتعلق بالمقاومة الفطرية أيضاً، فإن نقص بعض المستقبلات أو المستقبلات المشتركة المستخدمة من قبل العامل الممرض لدخول الخلايا المضيفة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
كما اقترح المؤلفون أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم "أو" قد يكونون أكثر مقاومة قليلاً للمرض، في حين أن فصيلة الدم AB0 قد تلعب دوراً مباشراً في العدوى، بسبب عملها كمستقبل مشترك لـ Sars-CoV-2.
وتشمل الجينات المرشحة الإضافية لمقاومة SARS-CoV-2 تلك الخاصة بمستقبلات ACE2، والتي يستخدمها الفيروس لدخول الخلايا.
ولاختبار أهداف المقاومة المحتملة هذه، يقترح المؤلفون استراتيجية من 4 خطوات، اعتماداً على مستوى التعرض للفيروس، بدءاً من الأشخاص غير المصابين في نفس عائلة الأشخاص الذين يعانون من أعراض Covid، ثم تعرض الأشخاص للفيروس بدون معدات الوقاية الشخصية، يليهم الأشخاص الذين أجروا اختبار سلبي لمسحة pcr ثم الاختبارات المصلية بعد التعرض للفيروس.
وأخيراً، يشير العلماء أنه يجب مقارنة استجابة الخلايا التائية (نوع من الخلايا المناعية) في الأفراد "المقاومين" باستجابة المصابين.
ويقوم الفريق البحثي حالياً بتجنيد مشاركين في دراسة المقاومة، والتي شملت 400 شخص حتى الآن.
ويأمل الباحثون أن تؤدي النتائج إلى تطوير علاجات جديدة مضادة لـ Covid.
وعلق أندراس سبان، رئيس فريق البحث في جامعة روكفلر في نيويورك: "دراستنا لديها القدرة على تمهيد الطريق لتطوير عقاقير جديدة تمنع عدوى SARS-CoV-2".
وأضاف: "ظهور بعض المتغيرات الفيروسية القادرة على الهروب من المناعة بمثابة تحذير من أن كوفيد -19 من المرجح أن يستمر كمشكلة صحية عالمية لسنوات، ونظراً لعدم وجود أدوية محددة وفعالة للعلاج، أصبحت الحاجة إلى الكشف عن آليات المقاومة الخلقية لعدوى سارس – 2 –كوف، أكثر إلحاحاً من أي وقت سابق".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز