ما مدى فاعلية لقاحات كورونا لذوي المناعة الضعيفة؟
يساور أصحاب المناعة الضعيفة الشك حول مدى فاعلية لقاحات فيروس كورونا المستجد داخل أجسامهم، باعتبار أن أجهزتهم المناعية لا تعمل بشكل كامل.
مصطلح "نقص المناعة" ينطبق على مجموعة متنوعة من الحالات والعلاجات التي تضعف وظيفة الجهاز المناعي، وتشمل حالات نقص المناعة الأولية الموجودة منذ الولادة، مثل نقص المناعة المشترك الشديد (SCID)، ونقص المناعة الثانوي الناتج عن فيروس الإيدز والسكري وسرطان الدم.
صحيح أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة يمكنهم الحصول بأمان على أي من لقاحات فيروس "كوفيد-19" التي حصلت على تصريح استخدام الطوارئ (EUA)، باعتبارها لا تحوي فيروسات حية أو حتى كاملة، لكن البيانات الناشئة، وفقاً للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، تثير الشكوك حول مدى فاعلية هذه اللقاحات في الأشخاص الذين لا تعمل أجهزتهم المناعية بشكل كامل.
هل تحمي اللقاحات مَن يعانون نقص المناعة؟
يعاني الأشخاص المصابون بضعف المناعة من حالة أساسية تضعف مناعتهم، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى، أي أن جهاز المناعة لديهم ليس قوياً بما يكفي لمحاربة الفيروس ومنعه من التسبب في مشاكل صحية خطيرة.
أولئك الذين يعانون من السرطان وزرع الأعضاء وأمراض التمثيل الغذائي وأمراض المناعة الذاتية ويتناولون الأدوية التي تغير الاستجابة المناعية يندرجون تحت هذه الفئة.
تحتوي معظم اللقاحات التي يتم تناولها حاليًا على مواد من الفيروس، وعندما تدخل إلى أجسامنا تعطي الخلايا تعليمات لخلايانا المناعية لصنع بروتين غير ضار حسب بنية الفيروس.
بمجرد أن تصنع خلايانا نسخاً من البروتين، يدمر الجسم المادة الوراثية من اللقاح، ويخزن جسمنا بنية البروتين في خلايا ذاكرته لمحاربة الفيروس المسبب لـCOVID-19 إذا أصيب في المستقبل.
في حالة الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة لا يعمل الجهاز المناعي بكفاءة، ويُعتقد أنه قد لا يكون قادرًا على توليد استجابة كافية من اللقاح.
كيف تختلف الاستجابة المناعية للقاحات كورونا؟
تظهر الدراسات التي أجريت على اللقاحات ضد مسببات الأمراض الفيروسية الأخرى أن الناس الذين يعانون من نقص المناعة لا يبدون الاستجابة نفسها للتلقيح مقارنة بغير المعرضين للخطر.
ووفقاً لموقع The American Society for Microbiology، تشير معظم الدراسات المتاحة حتى الآن إلى أن بعض أنواع المرضى الذين يعانون من نقص المناعة لا يتفاعلون بقوة ويكونون أجساماً مضادة بعد تطعيم كورونا مثل الأصحاء.
على سبيل المثال، كان لدى 25% فقط من مرضى زرع الكلى أجسام مضادة يمكن اكتشافها ضد بروتين S الخاص بـSARS-CoV-2 بعد التطعيم الكامل بالـ"رنا مرسال" mRNA.
في دراسة لم تتم مراجعتها بعد من قبل الأقران، كانت معدلات الإيجابية المصلية (أي عدد الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها) لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية 94%، ولدى المصابين بالمناعة الذاتية أو الأورام الصلبة كانت الإيجابية المصلية بعد التطعيم أكثر من 80%.
أما أولئك المصابون بالسرطان الدموي مثل اللوكيميا والأورام اللمفاوية، ومرضى زرع الأعضاء الصلبة بلغت الإيجابية المصلية بعد التطعيم 55% و37% فقط.
علاج نقص المناعة أحد أسباب ضعف لقاحات كورونا
ليس من المستغرب أن يكون نظام العلاج لأولئك الذين يعانون من نقص المناعة أحد أسباب عدم تكوين الأجسام المضادة التي يمكن اكتشافها بعد التطعيم ضد كورونا.
وجدت دراسة ما قبل الطباعة على أنواع متعددة من المرضى الذين يعانون من نقص المناعة وجود علاقة بين علاج الستيرويد والفشل في تكوين الأجسام المضادة التي يمكن اكتشافها بعد التطعيم.
حتى في المرضى الذين يعانون من نقص المناعة والذين لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها بعد التطعيم، فإن النسبة أقل عمومًا من المرضى الأصحاء.
في دراسة أجريت على المرضى الخاضعين للعلاج المثبط للمناعة للأمراض الالتهابية المزمنة، كان جميع المرضى إيجابيين للمصل بعد التطعيم، لكن كمية الأجسام المضادة كانت أقل بكثير من تلك الموجودة في الضوابط الصحية.
بشكل عام، لا تزال البيانات المتعلقة بأولئك الذين يعانون من نقص المناعة الأولية نادرة، إذ تشير تقارير الحالة عن الاستجابة المناعية لعدوى كورونا لدى المصابين بنقص المناعة الأولي إلى أنه يمكنهم تطوير استجابات مناعية خلطية وخلوية للفيروس.
إضافة إلى ذلك، وجدت دراسة صغيرة للمرضى الإسرائيليين الذين يعانون من نقص المناعة الأولية أن 69% كانوا إيجابيين للمصل و73% قاموا باستجابة الخلايا التائية الخاصة بـ SARS-CoV-2 بعد التطعيم، وفقاً للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة.
وتشير هذه النتائج الأولية إلى أن أولئك الذين يعانون من نقص المناعة الأولية لا يستجيبون بالضرورة بشكل سيئ للتلقيح ضد "كوفيد- 19" مقارنة بأولئك الذين يعانون من نقص المناعة الثانوي.
هل يحتاج ذوو المناعة الضعيفة لجرعة معززة من لقاح كورونا؟
نقل موقع timesofindia عن الخبراء في مجال العلوم الطبية اعتقادهم أن إعطاء جرعة معززة إضافية للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة قد يقلل من خطر الإصابة بالعدوى والاستشفاء.
ويمكن أن تزيد الجرعة الثالثة من الاستجابة المناعية ومستوى استجابة الجسم المضاد لفيروس كورونا، وبناءً على فعالية الجرعة الثالثة سيكون من الأسهل ذكر الحاجة إلى الجرعة الرابعة والخامسة.
بحلول ذلك الوقت، يعد اتباع جميع القواعد الاحترازية المتعلقة بالفيروس التاجي هو الطريقة الوحيدة للحفاظ على سلامتك، لذا ارتدِ قناعًا عند الخروج، وحافظ على مسافة 6 أقدام، واتبع عادات النظافة الصحية، واحصل على التطعيم، لتكون في مأمن من العدوى الفيروسية.