لقاح كورونا حائرا بين الخبراء.. 16 عاما أم 12 شهرا؟
خبراء يقولون إنه من خلال جميع الأبحاث والموافقات النموذجية سيستغرق الأمر نحو 16 عاما قبل أن يتوفر اللقاح الناجح
حذر خبراء في مجال الفيروسات من أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لن يكون متاحاً قبل 2036، على الرغم من زعم علماء صينيين بأن اللقاح ضد هذا الوباء قد يتوافر هذا الصيف.
وذكرت صحيفة "صن" البريطانية أن الباحثين يسابقون الزمن لإيجاد لقاح للفيروس، الذي أصاب أكثر من 3.2 مليون شخص، وأودى بحياة أكثر 233000 آخرين على مستوى العالم.
وعادة ما يستغرق إنتاج اللقاحات المؤثرة أكثر من 10 سنوات، تبدأ بالبحث، ثم التجارب السريرية والتصنيع وانتهاء بالتوزيع.
وتظهر الجداول الزمنية التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أنه من خلال جميع الأبحاث والموافقات النموذجية، سيستغرق الأمر نحو 16 عاماً قبل أن يتوفر اللقاح الناجح على نطاق واسع.
ومع استمرار الفيروس في التفشي بجميع أنحاء العالم يسابق الباحثون الزمن لاختزال العملية إلى مدة تستغرق من 12 إلى 18 شهراً.
الدكتور بيتر هوتز، عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية الطب بجامعة بايلور في تكساس، قال في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز": "إذا أردت تضييق هذا الإطار الزمني إلى 18 شهراً، فأحد الطرق للقيام بذلك هي مشاركة أكبر عدد ممكن من الخيول في السباق".
وذكر خبراء في جامعة أكسفورد في وقت سابق من هذا الأسبوع أنهم بدأوا تجربة لقاح على البشر، وسيظهر مدى فاعليته بحلول منتصف يونيو/حزيران.
في الوقت نفسه، أكد علماء صينيون أن اللقاح سيكون جاهزاً بحلول سبتمبر/أيلول، التوقيت الذي حدده خبراء لظهور موجة ثانية من الفيروس.
وأيد خبير مكافحة فيروسات كورونا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البروفيسور أنتوني فاوتشي فكرة تحرك إدارة الغذاء والدواء "بسرعة البرق" لإعداد مئات الملايين من جرعات لقاح "كوفيد-19" لتكون جاهزة بحلول العام المقبل.
وقال "فاوتشي"، في تصريحات، السبت "نريد أن نتحرك سريعاً، لكننا نريد أن نتأكد من أن اللقاحات آمنة وفعالة".
وأضاف: "سنبدأ بتكثيف الإنتاج مع الشركات المعنية، لكن ذلك ينطوي على مخاطرة، وبعبارة أخرى لن ننتظر حتى نشهد النتائج قبل بدء التصنيع، فأنت في خطر، وبالتالي ينبغي أن نعمل بشكل استباقي، ابدأ في صناعة اللقاحات على افتراض أنها ستنجح".
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة الصحة العالمية من "أن السيطرة على هذا المرض الجديد بشكل مثالي قد يكون صعباً قبل عامين أو 3 أعوام من إدخال اللقاح للحصول على بيانات أساسية متسقة حول حدوث المرض والوفيات والأنماط الوبائية".
ويحذر الخبراء من أن احتمال نجاح اللقاح يكون أقل عند محاولة تسريع العملية، ففي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قال أستاذ علم الأحياء المناعي في كلية الطب بجامعة ييل: "إذا فعلنا ذلك بالطريقة التقليدية فلن نتمكن من الوصول إلى اللقاح في الجدول الزمني المقترح بـ18 شهرا. ومن ثم فهم لا يستطيعون الانتظار".
وأضاف: "إذا اتضح أنه لقاح رهيب، فلن يوزعوه، ولكن على الأقل سيكون لديهم القدرة للقيام بذلك إذا نجح اللقاح".
يشار إلى أن المسارعة في إنتاج اللقاح دفعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى المطالبة بمزيد من الحذر عند الموافقة على اللقاحات.