رائحة الموت تفوح من حرب روسيا وأوكرانيا (صور)
ثمانية أيام من القتال في الحرب الروسية الأوكرانية، لم تهدأ خلالها أصوات البنادق، لكن ما يخشاه الجانبان "رائحة الجثث" بالشوارع.
لم يتخيل الصبي الأوكراني صاحب الابتسامة الهادئة "أرسن - 14 عاما" أن بضعا من الشظايا المتطارة ستنهي حياته ولم تتمكن أسرته من "موارة سوءته".
لكن المشهد الأكثر ألما هو عدم قدرة سيارة الإسعاف من الوصول إليه بسبب استمرار أعمال القصف، وهي رواية مقتضبة نشرها حساب وزارة الخارجية الأوكرانية على تويتر.
أما باقي المشهد المؤلم فتجسد في محاولة عمته - طبيبة الأطفال - الذهاب إليه لأخذ جثته لكنها وعندما كانت في طريق عودتها إلى العاصمة كييف تعرضت سيارتها للهجوم لتموت على الفور.
وتشكو السلطات الأوكرانية من عدم قدرة أقارب الضحايا من التقاط الجثث بسبب استمرار العمليات العسكرية ومخاطر التحرك على الطرق.
مشهد مؤلم آخر يظهر فيه جسد رجل يرتدي زيًا مموهًا راقدًا صلبًا في حقل ثلجي بينما لحمه مشوه ودماؤه متناثرة على اللون الأبيض.. هي لمجند روسي أيضا ساءت به السبل إلى بلد مجاور.
ورغم دخول أزمة أعداد القتلى في "بورصة الحرب" ومحاولات كل طرف إظهار خسائر الآخر تلوح في الأفق مخاوف من عدم القدرة على "دفن" تلك الجثامين" في ظل استمرار المعارك على الأرض.
مزاد الحرب
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد مساء الأربعاء أن نحو تسعة آلاف جندي روسي قتلوا منذ بدء الحرب في بلاده.
تأكيد زيلينسكي جاء بعد حديث وزارة الدفاع الأوكرانية عن أكثر من 5840 جنديا روسيا قتلوا منذ بدء الحرب.
لكن الأرقام الأوكرانية تصطدم بإعلان وزارة الدفاع الروسية أن 498 جنديا روسيا قتلوا حتى الآن.
وهذه هي أول أرقام رسمية من روسيا منذ بداية الحرب لكن هذه المعلومات لم يتم التحقق منها بشكل مستقل.
في المقابل، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأربعاء، إنه تأكد من مقتل 227 مدنيا وإصابة 525 آخرين في أوكرانيا خلال الصراع، وذلك حتى منتصف ليل الأول من مارس/آذار.
ابحث عنك
لا يخفى على أحد منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، محاولات كييف اللعب على نقطة الضعف الروسية وهي "الروح المعنوية" داخل صفوف الجيش.. فكيف ذلك؟
على مدار أيام منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا، نفت موسكو صحة ما يتردد عن وجود مقاومة شعبية كبيرة من الجانب الأوكراني ولم يسقط قتلى في الحرب.
غير أن بعض الصور ومقاطع الفيديو التي سارع الأوكرانيون بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملت مشاهد مروعة لجثث متفحمة وأجساد ملتوية وسط سيارات محطمة.
وقدم الجانب الأوكراني واحداً من أغرب مشاهد الحروب وهو إطلاق موقع يحمل عنوان (ابحث عنك)، والذي يتيح إمكانية بحث أقارب وذوي القتلى والأسرى والمصابين إمكانية البحث عنهم والتعرف عليهم.
حينها تحدث فيكتور أندروسيف، مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية باللغة الروسية في مقطع فيديو على موقع "ابحث عنك"، قائلا: "لسوء الحظ.. لا يمكن التعرف على الشخص الموجود في كل صورة.. تلك هي أهوال الحرب التي أطلقها رئيسكم" في إشارة منه إلى بوتين.
ولطالما عرضت روسيا سجناء أوكرانيين على شاشات التلفزيون الرسمي، وعرضت يوم الأحد الماضي ما وصفته باستجواب جندي أوكراني أسير.
وما بين الشحن الأوكراني والضغط الروسي، تكثف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دعواتها بضرورة تنفيذ قواعد القانون الدولي عبر معاملة الجنود الأسرى أو القتلى منهم "معاملة إنسانية".
وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة ما أسمتهم "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.
كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا.
وأعلن بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير"، مشددا على أن "تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".