تشكلت في «الفجر الكوني».. تحديث الجدول الزمني للمجرات الحلزونية (خاص)
توصل باحثون من جامعة ميسوري الأمريكية إلى اكتشاف رائد يلقي ضوءا جديدا على الكون المبكر.
فمن خلال تحليل المجرات البعيدة، كشف العلماء أن المجرات الحلزونية كانت أكثر انتشارا منذ مليارات السنين مما كان يعتقد سابقا، ونشرت النتائج في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية.
وتتحدى هذه الدراسة، التي قادتها طالبة الدراسات العليا فيكي كون وشارك في تأليفها البروفيسور المشارك ييتشنغ قوه من قسم الفيزياء وعلم الفلك في ميسوري، المعتقدات السابقة حول تكوين المجرات.
وقال قوه: "كان العلماء يعتقدون في السابق أن معظم المجرات الحلزونية تطورت بعد حوالي 6 إلى 7 مليارات سنة من تشكل الكون، ومع ذلك تظهر دراستنا أن المجرات الحلزونية كانت سائدة بالفعل في الفجر الكوني منذ 2 مليار سنة بعد ذلك، وهذا يعني أن تكوين المجرات حدث بسرعة أكبر مما كنا نعتقد سابقًا."
ويمكن لهذا الفهم الجديد أن يعزز بشكل كبير معرفة العلماء حول كيفية تشكل وتطور المجرات الحلزونية، بما في ذلك مجرتنا درب التبانة، مع مرور الوقت.
وأوضحت كون: "إن معرفة متى تشكلت المجرات الحلزونية في الكون كان سؤالاً شائعاً في علم الفلك، لأنه يساعدنا على فهم تطور وتاريخ الكون".
وباستخدام الصور الحديثة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التابع لناسا، اكتشف الباحثون أن ما يقرب من 30% من المجرات أظهرت بنية حلزونية بعد حوالي 2 مليار سنة من تكوين الكون، أي أن هذا الاكتشاف يقوم بتحديث الجدول الزمني الكوني الذي تم تحديده مسبقا باستخدام بيانات من تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا.
ويقول قوه إن: "استخدام الأدوات المتقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي يسمح لنا بدراسة المزيد من المجرات البعيدة بتفاصيل أكبر من أي وقت مضى، وتعد الأذرع الحلزونية للمجرة سمة أساسية يستخدمها علماء الفلك لتصنيف المجرات وفهم كيفية تشكلها بمرور الوقت".
وتمثل هذه الدراسة، التي قدمت في الاجتماع 244 للجمعية الفلكية الأمريكية في ماديسون بولاية ويسكونسن، تقدما كبيرا في فهمنا للتاريخ المبكر للكون.
وبينما يواصل الباحثون تحليل البيانات الواردة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، فإنهم يأملون في الكشف عن المزيد من الأدلة حول الفيزياء التي شكلت كوننا.
ومن جانبه، يثني جيمس هوبارد، الباحث المتخصص في علوم الفضاء بجامعة تكساس الأمريكية، على هذا الإنجاز البحثي، متوقعا المزيد من الاكتشافات بفضل امكانيات تلسكوب جيميس ويب.
وقال هوبارد في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن هناك أربع مزايا لهذا التلسكوب جميعها يساعد على مثل هذه الاكتشافات التي لن تتوقف، وستساعدنا على فهم المزيد من الأسرار عن بدايات الكون، وهذه المزيا هي:
قدرات التصوير المتقدمة
يمتلك التلسكوب قدرات تصوير قوية بالأشعة تحت الحمراء تسمح له بالتقاط صور عالية الدقة للمجرات البعيدة، وتوفر هذه الصور تفاصيل أكبر بكثير من التلسكوبات السابقة، مما يمكن العلماء من تحديد ودراسة هياكل المجرات التي تشكلت قبل مليارات السنين.
حساسية الأشعة تحت الحمراء
حساسية التلسكوب للضوء تحت الأحمر مهمة بشكل خاص لأن الضوء القادم من المجرات البعيدة ينزاح نحو الأحمر بسبب توسع الكون، ويستطيع تلسكوب جيمس ويب اكتشاف هذا الضوء المنزاح نحو الأحمر، مما يسمح له بمراقبة المجرات غير المرئية في الأطوال الموجية الضوئية.
وضوح غير مسبوق
تقلل تقنيات التلسكوب من التداخل الناتج عن الغلاف الجوي للأرض، مما يوفر صورا أكثر وضوحا ودقة، ويساعد هذا الوضوح في تمييز الهياكل الحلزونية للمجرات وغيرها من التفاصيل الدقيقة الضرورية لفهم تكوينها وتطورها.
المراقبة الميدانية العميقة
يستطيع التلسكوب مراقبة الأجسام الخافتة والبعيدة للغاية بفضل مرآته الأساسية الكبيرة وأدواته المتقدمة، وتعتبر هذه القدرة ضرورية لدراسة المجرات التي تشكلت في الكون المبكر، حيث سافر ضوؤها لمليارات السنين للوصول إلينا.