العالم يمتلئ به.. «بيض كوني» يتدحرج بصمت في أرجاء الكون

لطالما اعتقد العلماء أن كل مجرة تتشكل داخل "هالة" من المادة المظلمة، تلك المادة الغامضة التي تفوق المادة العادية بخمسة أضعاف، والتي لا نراها لكنها تؤثر في كل ما حولها.
دراسة جديدة فتحت الباب لسؤال عكسي ومثير: هل يمكن أن توجد هالات من المادة المظلمة بدون مجرات؟
يشبّه الباحث إيثان نادلر، من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، هذه الهالات الجوفاء بـ"بيض عيد الفصح الكوني"، وهي أجسام ضخمة فارغة في المركز، تتجول في الفضاء بلا نجوم ولا ضوء. وقد توصل نادلر إلى أن بعض هذه الهالات قد تكون صغيرة جداً لدرجة أنها لم تنجح في تكوين أي نجم، لكنها لا تزال موجودة وتؤثر بالجاذبية على ما حولها، تماما كما يفعل جسم ذو كتلة خفية.
الدراسة الجديدة، المنشورة في " أستروفيزكال جورنال ليترز"، تشير إلى أن هذه "البيضات الكونية" يمكن أن تكون أكثر شيوعاً مما كنا نعتقد، وأنها قد تساعدنا مستقبلاً في كشف أسرار المادة المظلمة وفهم كيفية تشكل المجرات من عدمها.
لكن كيف نرصد ما لا يُرى؟ الجواب يكمن في ظاهرة عدسية الجاذبية، وهي انحناء الضوء بفعل جاذبية الأجسام الكونية الضخمة، وإذا ظهرت تأثيرات عدسية في أماكن لا توجد بها مجرات مرئية، فقد يكون ذلك دليلا على وجود هالة مظلمة جوفاء في الخفاء.
وفي العقد القادم، ومع بيانات من تلسكوب جيمس ويب ومراصد أخرى مثل مرصد روبن، قد نكون على موعد مع اكتشاف "الأشباح الجاذبية" التي تتجول في الكون بلا نجوم.. فقط بجاذبيتها.