لغز المادة المظلمة.. تجربة جديدة لاصطياد «الشبح»
في سعيهم للكشف عن لغز المادة المظلمة، التي تشكل نسبة مذهلة تبلغ 85٪ من كتلة الكون، يقود العلماء في جامعة ييل الأمريكية، تجربة رائدة تستعد لإحداث ثورة في فهم الكون.
ولعقود من الزمن، أثار وجود المادة المظلمة حيرة علماء الفلك وعلماء الكون، وكانت طبيعتها المراوغة تحيط بها بالغموض، والآن، تعد تجربة جديدة قيد الإنشاء في جامعة ييل باتباع نهج جديد لكشف أسرارها.
وتقول رينا ماروياما، أستاذة الفيزياء، وعضو الفريق البحثي في تقرير نشره موقع جامعة ييل: "أنا متحمسة لأننا نستطيع إجراء هذه التجربة في جامعة ييل، لقد طاردت المادة المظلمة عالمنا منذ فترة طويلة، وتمارس تأثير جاذبيتها من الظل، وعلى الرغم من وجودها المنتشر، إلا أنها تظل غير مرئية وغامضة، وبعيدة عن الكشف عنها بالوسائل التقليدية".
وتمثل التجربة، المعروفة باسم هالسكوب أكسيون الطولي للبلازما (ألفا)، نقلة نوعية في السعي لتحديد الجسيمات بعيدة المنال التي تتكون من المادة المظلمة، فعلى عكس المساعي السابقة، يستخدم (ألفا) التكنولوجيا المتطورة والمنهجيات المبتكرة لاختراق حجاب الغموض الكوني.
وتوضح ماروياما: "يستفيد ألفا في جوهره من المواد الخارقة، وهي فئة جديدة من المواد المركبة، لمعالجة الموجات الكهرومغناطيسية وتضخيم قدرات الكشف لدينا، فمن خلال تزويده بقضبان موصلة، أطلقنا العنان لإمكانية ضبط الترددات التي كانت في السابق بعيدة عن متناولنا، مما يبشر بعصر جديد في أبحاث المادة المظلمة".
ويمثل تصميم ألفا تقاربا بين التخصصات المتنوعة، التي توحد علماء فيزياء الحالة الصلبة، ومهندسي الكهرباء، وعلماء فيزياء الجسيمات، وعلماء الرياضيات في جهد تعاوني لكشف أسرار الكون.
وتقول ماروياما إنه "على الرغم من أن المادة المظلمة قد تظل بعيدة المنال، إلا أن سعينا للفهم لا يتزعزع، ومع ألفا، نحن نقف على شفا الاكتشاف، ومستعدون لكشف النقاب عن هذا الشبح الذي يتخلل الكون".